المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن النسائي) - [الحديث رقم: (312)]
(سنن النسائي) - [الحديث رقم: (312)]
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُولَاتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائِشَةُ زَوْجَتُهُ فَانْقَطَعَ عِقْدُهَا مِنْ جَزْعِ ظِفَارِ فَحُبِسَ النَّاسُ ابْتِغَاءَ عِقْدِهَا ذَلِكَ حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رُخْصَةَ التَّيَمُّمِ بِالصَّعِيدِ قَالَ فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْأَرْضَ ثُمَّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَلَمْ يَنْفُضُوا مِنْ التُّرَابِ شَيْئًا فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ وَمِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ إِلَى الْآبَاطِ
قَوْله ( عَرَّسَ ) مِنْ التَّعْرِيس وَهُوَ نُزُول الْمُسَافِر آخِر اللَّيْل لِلِاسْتِرَاحَةِ وَالنَّوْم ( بِأُولَات الْجَيْش ) بِضَمِّ الْهَمْزَة جَمْع ذَات وَيُقَال لِذَاكَ الْمَوْضِع ذَات الْجَيْش أَيْضًا كَمَا سَبَقَ ( مِنْ جَزْع ) بِفَتْحِ جِيم وَسُكُون مُعْجَمَة خَرَز يَمَانِيّ ( ظَفَار ) بِكَسْرِ أَوَّله وَفَتْحه مَدِينَة بِسَوَاحِلِ الْيَمَن وَهُوَ مَبْنِيّ عَلَى الْكَسْر كَقَطَامِ وَرُوِيَ أَظْفَار لَكِنَّهُ خَطَأ ذَكَرَهُ صَاحِب النِّهَايَة ( فَحُبِسَ ) عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول وَرَفْع النَّاس أَوْ الْفَاعِل وَنَصْب النَّاس وَضَمِيره لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فِي اِبْتِغَاء ) أَيْ لِأَجْلِ طَلَب عِقْدهَا وَلَمْ يَنْقُضُوا أَيْ لَمْ يَسْقُطُوا مِنْ نَقَضَ بَاب نَصَرَ ( فَمَسَحُوا ) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة أَوْ الْخَاء الْمُعْجَمَة كَمَا فِي بَعْض النُّسَخ أَيْ غَيَّرُوا وَبَدَّلُوا لِكَثْرَةِ التُّرَاب ( وَأَيْدِيهمْ إِلَى الْمَنَاكِب ) أَيْ مِنْ الظُّهُور إِلَى الْمَنَاكِب وَلِذَلِكَ عُطِفَ عَلَيْهِ. قَوْله ( وَمِنْ بُطُون أَيْدِيهمْ إِلَى الْآبَاط ) وَهَذَا إِمَّا لِأَنَّهُ كَانَ مَشْرُوعًا كَذَلِكَ ثُمَّ نُسِخَ أَوْ لِاجْتِهَادِهِمْ وَعَدَم سُؤَالهمْ فَوَقَعُوا فِيهِ خَطَأ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.



