موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (92)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (92)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ ‏


‏ ‏( يَعْقُوب بْن سَلَمَة ) ‏ ‏: اللَّيْثِيّ الْمَدَنِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ شَيْخ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ. ‏ ‏قَالَ الْبُخَارِيّ لَا يُعْرَف لَهُ سَمَاع مِنْ أَبِيهِ وَلَا لِأَبِيهِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَة , رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مُوسَى الْفِطْرِيّ وَأَبُو عَقِيل يَحْيَى. ‏ ‏اِنْتَهَى ‏ ‏( لَا صَلَاة ) ‏ ‏: قَالَ الْعُلَمَاء : هَذِهِ الصِّيغَة حَقِيقَة فِي نَفْي الشَّيْء , وَتُطْلَق عَلَى نَفْي كَمَالِهِ وَالْمُرَاد هَاهُنَا الْأَوَّل ‏ ‏( لِمَنْ لَا وُضُوء لَهُ وَلَا وُضُوء ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْوَاو , أَيْ لَا يَصِحّ الْوُضُوء. ‏ ‏قَالَ الْمُحَدِّث الْأَجَلّ وَلِيّ اللَّه الدَّهْلَوِيّ فِي الْحُجَّة : وَهُوَ نَصّ عَلَى أَنَّ التَّسْمِيَة رُكْن أَوْ شَرْط , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى لَا يَكْمُل الْوُضُوء لَكِنْ لَا أَرْتَضِي بِمِثْلِ هَذَا التَّأْوِيل فَإِنَّهُ مِنْ التَّأْوِيل الْبَعِيد الَّذِي يَعُود بِالْمُخَالَفَةِ عَلَى اللَّفْظ ‏ ‏( لَمْ يَذْكُر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ لَمْ يَقُلْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم عَلَى الْوُضُوء أَوْ بِسْمِ اللَّه وَالْحَمْد لِلَّهِ , لِمَا أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن ثَابِت عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "" يَا أَبَا هُرَيْرَة إِذَا تَوَضَّأْت فَقُلْ بِسْمِ اللَّه وَالْحَمْد لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتك لَا تَزَال تَكْتُب لَك الْحَسَنَات حَتَّى تُحْدِث مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوء "" , قَالَ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد عَنْهُ. ‏ ‏وَأَخْرَجَ الْإِمَام الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشَّافِعِيّ قَالَ : أُحِبّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُسَمِّي اللَّه فِي اِبْتِدَاء الْوُضُوء. ‏ ‏قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَهَذَا لِمَا رَوَيْنَا عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِصَّة الْإِنَاء الَّذِي وَضَعَ يَده فِيهِ وَالْمَاء يَفُور مِنْ بَيْن أَصَابِعه تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّه. ‏ ‏اِنْتَهَى. ‏ ‏وَقَالَ الْعَلَّامَة الشَّيْخ مُحَمَّد طَاهِر فِي تَكْمِلَة مَجْمَع الْبِحَار : وَيَكْفِي بِسْمِ اللَّه , وَالْأَكْمَل بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَإِنْ تَرَكَ أَوَّلًا قَالَ فِي أَثْنَائِهِ : بِسْمِ اللَّه أَوَّلًا وَآخِرًا. ‏ ‏. ‏ ‏وَالْحَدِيث ظَاهِره نَفْي الصِّحَّة , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَحْمَدُ بْن حَنْبَل فِي رِوَايَة أَنَّ التَّسْمِيَة شَرْط لِصِحَّةِ الْوُضُوء وَهُوَ قَوْل أَهْل الظَّاهِر. ‏ ‏قَالَ الشَّعْرَانِيّ فِي الْمِيزَان : قَالَ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد : إِنَّ التَّسْمِيَة فِي الْوُضُوء مُسْتَحَبَّة مَعَ قَوْل دَاوُدَ , وَأَحْمَد إِنَّهَا وَاجِبَة لَا يَصِحّ الْوُضُوء إِلَّا بِهَا , سَوَاء فِي ذَلِكَ الْعَمْد وَالسَّهْو , وَمَعَ قَوْل إِسْحَاق : إِنْ نَسِيَهَا أَجْزَأَتْهُ طَهَارَته وَإِلَّا فَلَا. ‏ ‏اِنْتَهَى. ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَلَيْسَ فِيهِ تَفْسِير رَبِيعَة , وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن زَيْد عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي هَذَا الْبَاب أَحَادِيث لَيْسَتْ أَسَانِيدهَا مُسْتَقِيمَة. ‏ ‏وَحَكَى الْأَمَام عَنْ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَيْسَ فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث يَثْبُت , وَقَالَ : أَرْجُو أَنْ يُجْزِئهُ الْوُضُوء لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا حَدِيث حُكِمَ بِهِ. ‏ ‏وَقَالَ أَيْضًا : لَا أَعْلَمُ فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثًا لَهُ إِسْنَاد جَيِّد. ‏ ‏وَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده هَذَا الْحَدِيث الَّذِي خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ , وَرَوَاهُ عَنْ الشَّيْخ الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ بِمُسْنَدِهِ وَهُوَ أَمْثَلُ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة إِسْنَادًا , وَتَأْوِيل رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن لَهُ ظَاهِر فِي قَبُوله , غَيْر أَنَّ الْبُخَارِيّ قَالَ فِي تَارِيخه : لَا يُعْرَف لِسَلَمَةَ سَمَاع مِنْ أَبِي هُرَيْرَة وَلَا لِيَعْقُوب مِنْ أَبِيهِ. ‏ ‏اِنْتَهَى. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!