المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (829)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (829)]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَمَّا بَعْدُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ أَوْ حِينَ انْقِضَائِهَا فَابْدَءُوا قَبْلَ التَّسْلِيمِ فَقُولُوا التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالْمُلْكُ لِلَّهِ ثُمَّ سَلِّمُوا عَلَى الْيَمِينِ ثُمَّ سَلِّمُوا عَلَى قَارِئِكُمْ وَعَلَى أَنْفُسِكُمْ قَالَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى كُوفِيُّ الْأَصْلِ كَانَ بِدِمَشْقَ قَالَ أَبُو دَاوُد دَلَّتْ هَذِهِ الصَّحِيفَةُ عَلَى أَنَّ الْحَسَنَ سَمِعَ مِنْ سَمُرَةَ
( فَقُولُوا التَّحِيَّات ) : قَالَ النَّوَوِيّ : جَمْع تَحِيَّة وَهِيَ لِلْمَلِكِ , قِيلَ الْبَقَاء , وَقِيلَ الْعَظَمَة , وَقِيلَ الْحَيَاة , وَإِنَّمَا قِيلَ التَّحِيَّات بِالْجَمْعِ لِأَنَّ مُلُوك الْعَرَب كَانَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ يُحَيِّيه أَصْحَابه بِتَحِيَّةٍ مَخْصُوصَة فَقِيلَ جَمِيع تَحِيَّاتهمْ لِلَّهِ تَعَالَى وَهُوَ الْمُسْتَحِقّ لِذَلِك حَقِيقَة , وَالْمُبَارَكَات وَالزَّاكِيَات فِي حَدِيث عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِمَعْنًى وَاحِد , وَالْبَرَكَة كَثْرَة الْخَيْر وَقِيلَ النَّمَاء وَكَذَا الزَّكَاة أَصْلهَا النَّمَاء ( وَالطَّيِّبَات ) : أَيْ الْكَلِمَات الطَّيِّبَات ( وَالصَّلَوَات ) هِيَ الصَّلَوَات الْمَعْرُوفَة , وَقِيلَ الدَّعَوَات وَالتَّضَرُّع , وَقِيلَ الرَّحْمَة أَيْ اللَّه الْمُتَفَضِّل بِهَا ( ثُمَّ سَلِّمُوا ) : فَقِيلَ مَعْنَاهُ التَّعْوِيذ بِاَللَّهِ وَالتَّحْصِين بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَإِنَّ السَّلَام اِسْم لَهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى تَقْدِيره اللَّه عَلَيْكُمْ حَفِيظ وَكِيل كَمَا يُقَال اللَّه مَعَك أَيْ بِالْحِفْظِ وَالْمَعُونَة وَاللُّطْف , وَقِيلَ مَعْنَاهُ السَّلَامَة وَالنَّجَاة لَكُمْ وَيَكُون مَصْدَرًا كَاللَّذَاذَةِ وَاللَّذَاذ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى ( فَسَلَام لَك مِنْ أَصْحَاب الْيَمِين ) : أَمَّا السَّلَام الَّذِي فِي آخِر الصَّلَاة وَهُوَ سَلَام التَّحْلِيل فَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ جَوَّزَ الْأَمْرَيْنِ فِيهِ هَكَذَا وَيَقُول الْأَلِف وَاللَّام أَفْضَل , وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْجَبَ الْأَلِف وَاللَّام لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَل إِلَّا بِالْأَلِفِ وَاللَّام وَلِأَنَّهُ تَقَدَّمَ ذِكْره فِي التَّشَهُّد فَيَنْبَغِي أَنْ يُعِيدهُ بِالْأَلِفِ وَاللَّام لِيَعُودَ التَّعْرِيف إِلَى سَابِق كَلَامه كَمَا يَقُول جَاءَنِي رَجُل فَأَكْرَمْت الرَّجُل اِنْتَهَى ( قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَدَلَّتْ هَذِهِ الصَّحِيفَة عَلَى أَنَّ الْحَسَن سَمِعَ مِنْ سَمُرَة ) : وَفِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ فِي بَاب اِتِّخَاذ الْمَسَاجِد فِي الدُّور عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى بَنِيهِ أَمَّا بَعْد فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيث فَثَبَتَ أَنَّهُ كَانَ عِنْد أَبْنَاء سَمُرَة صَحِيفَة مِنْ سَمُرَة وَأَنَّهُمْ جَمَعُوا مَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ سَمُرَة فَصَارَتْ هَذِهِ الْمَكَاتِيب عِنْدهمْ بِمَنْزِلَةِ الصَّحِيفَة وَالْكِتَاب , وَأَمَّا قَوْل الْمُؤَلِّف دَلَّتْ هَذِهِ الصَّحِيفَة , فَوَجْه دَلَالَتهَا وَتَعَلُّقهَا بِالْبَابِ أَنَّ هَذَا اللَّفْظ الَّذِي رَوَاهُ سُلَيْمَان بْن سَمُرَة عَنْ أَبِيهِ بِقَوْلِهِ أَمَّا بَعْد فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَخْ مِنْ أَلْفَاظ الصَّحِيفَة الَّتِي أَمْلَاهَا سَمُرَة وَرَوَاهَا عَنْهُ وَلَده سُلَيْمَان فَأَرَادَ أَبُو دَاوُدَ أَنَّ سُلَيْمَان بْن سَمُرَة كَمَا صَحَّ سَمَاعه مِنْ أَبِيهِ بِهَذِهِ الصَّحِيفَة وَغَيْرهَا كَذَلِكَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ صَحَّ سَمَاعه بِهَذِهِ الصَّحِيفَة وَغَيْرهَا مِنْ سَمُرَة لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا أَيْ سُلَيْمَان بْن سَمُرَة وَكَذَا الْحَسَن بْن يَسَار مِنْ الطَّبَقَة الثَّالِثَة فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْحَسَن سَمِعَ مِنْ سَمُرَة كَمَا أَنَّ سُلَيْمَان بْن سَمُرَة سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ سَمُرَة لِأَنَّهُمَا مِنْ الطَّبَقَة الثَّالِثَة , فَلَمَّا سَمِعَ سُلَيْمَان مِنْ أَبِيهِ سَمُرَة فَلَا مَانِع أَنْ يَكُون الْحَسَن سَمِعَ مِنْهُ وَأَنَّ أَبَا دَاوُدَ مِنْ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْحَسَن الْبَصْرِيّ ثَبَتَ سَمَاعه مِنْ سَمُرَة وَإِنْ كَانَ عِنْد بَعْضهمْ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع مِنْهُ إِلَّا حَدِيث الْعَقِيقَة وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَصَحِيفَة يَرْوِيهَا عَنْ سَمُرَة مِنْ غَيْر سَمَاع مِنْهُ. وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ مَا قَالَهُ الْإِمَام التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى أَنَّهَا الْعَصْر حَدَّثَنَا عَبْدَة عَنْ سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر. قَالَ أَبُو عِيسَى : قَالَ مُحَمَّد قَالَ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه حَدِيث الْحَسَن عَنْ سَمُرَة حَسَن وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ. وَقَالَ أَيْضًا فِي هَذَا الْبَاب : قَالَ مُحَمَّد قَالَ عَلِيّ سَمَاع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة صَحِيح وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث يَعْنِي حَدِيث الْعَقِيقَة وَفِي التِّرْمِذِيّ أَيْضًا فِي بَاب اِحْتِلَاب الْمَوَاشِي بِغَيْرِ إِذْن الْأَرْبَاب : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة يَحْيَى بْن خَلَف حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى عَنْ سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "" إِذَا أَتَى أَحَدكُمْ عَلَى مَاشِيَة فَإِنْ كَانَ فِيهَا صَاحِبهَا فَلْيَسْتَأْذِنْهُ "" الْحَدِيث هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح. قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : سَمَاع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة صَحِيح وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْض أَهْل الْحَدِيث فِي رِوَايَة الْحَسَن عَنْ سَمُرَة وَقَالُوا إِنَّمَا يُحَدِّث عَنْ صَحِيفَة سَمُرَة اِنْتَهَى. لَكِنْ قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة الْحَسَن الْبَصْرِيّ بَعْد نَقْل كَلَام الْمُؤَلِّف : لَمْ يَظْهَر لِي وَجْه الدَّلَالَة بَعْدُ وَاَللَّهُ أَعْلَم. كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود شَرْحِ سُنَن أَبِي دَاوُدَ.



