المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (778)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (778)]
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح و حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَهَذَا حَدِيثُهُ وَهُوَ أَتَمُّ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ الطَّائِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ عُثْمَانُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى فِيهِ نَاسًا يُصَلُّونَ رَافِعِي أَيْدِيهِمْ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ اتَّفَقَا فَقَالَ لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ يَشْخَصُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ مُسَدَّدٌ فِي الصَّلَاةِ أَوْلَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبْصَارُهُمْ
( وَهَذَا حَدِيثه ) : أَيْ حَدِيث عُثْمَان ( وَهُوَ أَتَمّ ) : أَيْ مِنْ حَدِيث مُسَدَّد ( قَالَ عُثْمَان ) : أَيْ زَادَ عُثْمَان فِي رِوَايَته دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِد إِلَى قَوْله إِلَى السَّمَاء , وَلَمْ يَزِدْ هَذَا الْكَلَام مُسَدَّد فِي رِوَايَته , فَلِذَلِكَ صَارَ حَدِيث عُثْمَان أَتَمّ مِنْ حَدِيث مُسَدَّد ثُمَّ اِتَّفَقَ أَيْ مُسَدَّد وَعُثْمَان ( فَقَالَ لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَال ) : اللَّام جَوَاب الْقَسَم وَفِيهِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُوَاجِه أَحَدًا بِمَكْرُوهٍ بَلْ إِنْ رَأَى أَوْ سَمِعَ مَا يَكْرَه عُمَر , كَمَا قَالَ مَا بَال أَقْوَام يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا , لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَام عَنْ كَذَا ( يُشْخِصُونَ ) : أَيْ يَرْفَعُونَ وَالْجُمْلَة صِفَة لِرِجَالٍ ( قَالَ مُسَدَّد فِي الصَّلَاة ) : أَيْ زَادَ مُسَدَّد فِي رِوَايَته لَفْظَة فِي الصَّلَاة ( أَوْ لَا تَرْجِع إِلَيْهِمْ أَبْصَارهمْ ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : أَوْ هَاهُنَا لِلتَّخْيِيرِ تَهْدِيدًا أَيْ لَيَكُونَنَّ أَحَد الْأَمْرَيْنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { لَنُخْرِجَنَّك يَا شُعَيْبُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَك مِنْ قَرْيَتنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتنَا } اِنْتَهَى. وَفِيهِ النَّهْي الْأَكِيد وَالْوَعِيد الشَّدِيد فِي رَفْع الْأَبْصَار فِي الصَّلَاة. قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَاخْتَلَفُوا فِي كَرَاهَة رَفْع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء فِي الدُّعَاء فِي غَيْر الصَّلَاة فَكَرِهَهُ شُرَيْح وَآخَرُونَ وَجَوَّزَهُ الْأَكْثَرُونَ وَقَالُوا لِأَنَّ السَّمَاء قِبْلَة الدُّعَاء كَمَا أَنَّ الْكَعْبَة قِبْلَة الصَّلَاة , وَلَا يُنْكَر رَفْع الْأَبْصَار إِلَيْهَا كَمَا لَا يُكْرَه رَفْع الْيَد. قَالَ اللَّه تَعَالَى { وَفِي السَّمَاء رِزْقكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } اِنْتَهَى. قَالَ عَلِيّ الْقَارِي نَاظِرًا فِي كَلَام الْقَاضِي هَذَا مَا نَصّه : قُلْت فِيهِ أَنَّ رَفْع الْيَد فِي الدُّعَاء مَأْثُور وَمَأْمُور وَرَفْع الْبَصَر فِيهِ مَنْهِيّ عَنْهُ كَمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخ الْجَزَرِيُّ فِي آدَاب الدُّعَاء فِي الْحُسْن : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ طَرَفًا مِنْهُ.



