المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (667)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (667)]
حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ الْمَكِّيُّ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَذَكَرَ الْإِفْكَ قَالَتْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } الْآيَةَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ لَمْ يَذْكُرُوا هَذَا الْكَلَامَ عَلَى هَذَا الشَّرْحِ وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ أَمْرُ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ كَلَامِ حُمَيْدٍ
( وَذَكَرَ الْإِفْك ) : أَيْ ذَكَرَ عُرْوَة قِصَّة الْإِفْك أَيْ الْكَذِب عَلَى عَائِشَة أُمّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا بِقَذْفِهَا وَهِيَ مَذْكُورَة فِي الصَّحِيحَيْنِ مُطَوَّلَة ( وَكُشِفَ ) : أَيْ الْحِجَاب ( عَنْ وَجْهه ) : الشَّرِيف بَعْد الْفَرَاغ مِنْ الْوَحْي ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ ) : أَسْوَأ الْكَذِب عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ( عُصْبَة مِنْكُمْ ) : جَمَاعَة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ( الْآيَة ) : بِالنَّصْبِ أَيْ أَتَمّ الْآيَة وَتَمَامهَا { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْر لَكُمْ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اِكْتَسَبَ مِنْ الْإِثْم وَاَلَّذِي تَوَلَّى كِبْره مِنْهُمْ لَهُ عَذَاب عَظِيم } وَقَوْله تَعَالَى : { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْر لَكُمْ } لِأَنَّهُ تَعَالَى يَأْجُركُمْ بِهِ وَيُظْهِر بَرَاءَة عَائِشَة وَمَنْ مَعَهَا وَهُوَ صَفْوَان. وَقَوْله : { وَاَلَّذِي تَوَلَّى كِبْره مِنْهُمْ } أَيْ تَحَمَّلَ مُعْظَمه فَبَدَأَ بِالْخَوْضِ فِيهِ وَأَشَاعَهُ وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ , وَآيَة الْإِفْك هَذِهِ سُورَة النُّور ( وَهَذَا حَدِيث مُنْكَر ) : قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر : إِنْ وَقَعَتْ الْمُخَالَفَة مَعَ الضَّعْف فَالرَّاجِح يُقَال لَهُ الْمَعْرُوف , وَمُقَابِله يُقَال لَهُ الْمُنْكَر اِنْتَهَى. وَحَاصِله أَنَّ الْمُنْكَر مَا رَوَاهُ الضَّعِيف مُخَالِفًا لِلثِّقَاتِ. وَبَيَّنَ الْمُؤَلِّف وَجْه النَّكَارَة بِقَوْلِهِ ( قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث جَمَاعَة ) : كَمَعْمَرٍ وَيُونُس بْن يَزِيد وَغَيْرهمَا ( عَنْ الزُّهْرِيّ لَمْ يَذْكُرُوا هَذَا الْكَلَام ) أَيْ قَوْله أَعُوذ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيم مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم ( عَلَى هَذَا الشَّرْح ) : الَّذِي رَوَاهُ حُمَيْدٌ الْأَعْرَج ( وَأَخَاف أَنْ يَكُون أَمْر الِاسْتِعَاذَة ) : أَيْ قَوْله أَعُوذ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيم مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم. قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَحُمَيْدٌ هَذَا هُوَ أَبُو صَفْوَان حُمَيْدُ بْن قَيْس الْأَعْرَج الْمَكِّيّ مَا اِحْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ. اِنْتَهَى. قُلْت : فَعَلَى هَذَا صَارَ الْحَدِيث شَاذًّا لَا مُنْكَرًا , وَالشَّاذّ مَا رَوَاهُ الْمَقْبُول مُخَالِفًا لِمَنْ هُوَ أَوْلَى , وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد فِي تَعْرِيف الشَّاذّ بِحَسَبِ الِاصْطِلَاح. قَالَهُ الْحَافِظ فِي شَرْح النُّخْبَة.



