موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (64)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (64)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبِي ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ ‏ ‏الدَّائِمِ ‏ ‏وَلَا يَغْتَسِلُ فِيهِ مِنْ الْجَنَابَةِ ‏


‏ ‏( لَا يَبُولَنَّ أَحَدكُمْ فِي الْمَاء الدَّائِم وَلَا يَغْتَسِل فِيهِ مِنْ الْجَنَابَة ) ‏ ‏: وَهَذَا الْحَدِيث صَرِيح الْمَنْع مِنْ كُلّ وَاحِد مِنْ الْبَوْل وَالِاغْتِسَال فِيهِ عَلَى اِنْفِرَاده كَمَا مَرَّ. ‏ ‏وَأَخْرَجَ مُسْلِم وَغَيْره عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "" لَا يَغْتِسَلَنَّ أَحَدكُمْ فِي الْمَاء الدَّائِم وَهُوَ جُنُب "" فَقَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَة كَيْف يَفْعَل ؟ قَالَ : يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلًا. ‏ ‏وَقَدْ اسْتُدِلَّ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث عَلَى أَنَّ الْمَاء الْمُسْتَعْمَل يَخْرُج عَنْ كَوْنه أَهْلًا لِلتَّطْهِيرِ لِأَنَّ النَّهْي هَاهُنَا عَنْ مُجَرَّد الْغُسْل , فَدَلَّ عَلَى وُقُوع الْمَفْسَدَة بِمُجَرَّدِهِ , وَحُكْم الْوُضُوء حُكْم الْغُسْل فِي هَذَا الْحُكْم , وَقَالُوا : وَالْبَوْل يُنَجِّس الْمَاء فَكَذَا الِاغْتِسَال لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْهُمَا جَمِيعًا , وَذَهَبَ بَعْض الْحَنَفِيَّة إِلَى هَذَا وَقَالَ إِنَّ الْمَاء الْمُسْتَعْمَل نَجِس , وَأُجِيبَ عَنْ الِاسْتِدْلَال بِحَدِيثِ الْبَاب بِأَنَّ عِلَّة النَّهْي لَيْسَتْ كَوْنه يَصِير مُسْتَعْمَلًا بَلْ مَصِيره مُسْتَخْبَثًا بِتَوَارُدِ الِاسْتِعْمَال فَيَبْطُل نَفْعه , وَيُوَضِّح ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَة يَتَنَاوَلهُ تَنَاوُلًا فَإِنَّهُ يَدُلّ عَلَى أَنَّ النَّهْي إِنَّمَا هُوَ مِنْ الِانْغِمَاس لَا عَنْ الِاسْتِعْمَال وَإِلَّا لَمَا كَانَ بَيْن الِانْغِمَاس وَالتَّنَاوُل فَرْق. ‏ ‏وَذَهَبَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء كَعَطَاءٍ , وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالزُّهْرِيّ وَالنَّخَعِيّ وَأَبِي ثَوْر وَجَمِيع أَهْل الظَّاهِر وَمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة فِي إِحْدَى الرِّوَايَات عَنْ الثَّلَاثَة الْمُتَأَخِّرِينَ إِلَى طَهَارَة الْمَاء الْمُسْتَعْمَل لِلْوُضُوءِ. ‏ ‏وَمِنْ أَدِلَّتهمْ حَدِيث أَبِي جُحَيْفَةَ عِنْد الْبُخَارِيّ قَالَ : "" خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهَاجِرَةِ , فَأَتَى بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ النَّاس يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْل وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ "" وَحَدِيث أَبِي مُوسَى عِنْده أَيْضًا قَالَ : "" دَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاء , فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهه فِيهِ , وَمَجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا يَعْنِي أَبَا مُوسَى وَبِلَالًا اِشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهكُمَا وَنُحُوركُمَا "". ‏ ‏وَعَنْ السَّائِب بْن يَزِيد عِنْده أَيْضًا قَالَ : "" ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه إِنَّ اِبْن أُخْتِي وَقَعَ أَيْ مَرِيض فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْت مِنْ وَضُوئِهِ الْحَدِيث. ‏ ‏فَإِنْ قَالَ الذَّاهِب إِلَى نَجَاسَة الْمُسْتَعْمَل لِلْوُضُوءِ إِنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيث غَايَة مَا فِيهَا الدَّلَالَة عَلَى طَهَارَة مَا تَوَضَّأَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَعَلَّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصه قُلْنَا : هَذِهِ دَعْوَى غَيْر نَافِقَة , فَإِنَّ الْأَصْل أَنَّ حُكْمه وَحُكْم أُمَّته وَاحِد إِلَّا أَنْ يَقُوم دَلِيل يَقْتَضِي بِالِاخْتِصَاصِ , وَلَا دَلِيل. ‏ ‏قَالَهُ الشَّوْكَانِيّ. ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَلَفْظه : "" لَا يَبُولَنَّ أَحَدكُمْ فِي الْمَاء الرَّاكِد "" اِنْتَهَى. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!