موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (457)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (457)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ السَّدُوسِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏كَهْمَسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ ‏ ‏بِمِنًى ‏ ‏وَالْإِمَامُ لَمْ يَخْرُجْ فَقَعَدَ بَعْضُنَا فَقَالَ لِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ ‏ ‏الْكُوفَةِ ‏ ‏مَا يُقْعِدُكَ قُلْتُ ‏ ‏ابْنُ بُرَيْدَةَ ‏ ‏قَالَ هَذَا ‏ ‏السُّمُودُ ‏ ‏فَقَالَ لِي ‏ ‏الشَّيْخُ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا نَقُومُ فِي الصُّفُوفِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏طَوِيلًا قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ قَالَ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَلُونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَمَا مِنْ خُطْوَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ خُطْوَةٍ يَمْشِيهَا يَصِلُ بِهَا صَفًّا ‏


‏ ‏( مَا يُقْعِدك ) ‏ ‏: مِنْ الْإِقْعَاد وَمَا الْمَوْصُولَة أَيْ أَيُّ شَيْء يُجْلِسك , وَالْمَعْنَى لِمَ تَنْتَظِرُونَ الْإِمَام جَالِسِينَ وَلَا تَنْتَظِرُونَهُ قَائِمِينَ. قَالَ كَهْمَس ‏ ‏( قُلْت ) ‏ ‏: مُجِيبًا لَهُ ‏ ‏( هَذَا ) ‏ ‏: أَيْ قَالَ اِبْن بُرَيْدَةَ اِنْتِظَار النَّاس لِلْإِمَامِ قِيَامًا ‏ ‏( السُّمُود ) ‏ ‏: كَأَنَّ اِبْن بُرَيْدَةَ كَرِهَ هَذَا الْفِعْل كَمَا كَرِهَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهُوَ مَوْضِع التَّرْجَمَة. قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة فِي حَدِيث عَلِيّ أَنَّهُ خَرَجَ وَالنَّاس يَنْتَظِرُونَهُ لِلصَّلَاةِ قِيَامًا , فَقَالَ مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ , السَّامِد الْمُنْتَصِب إِذَا كَانَ رَافِعًا رَأْسه نَاصِبًا صَدْره أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قِيَامهمْ قَبْل أَنْ يَرَوْا إِمَامهمْ , وَقِيلَ السَّامِد الْقَائِم فِي تَحَيُّر. اِنْتَهَى. قَالَ الْخَطَّابِيُّ : السُّمُود يُفَسَّر عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون بِمَعْنَى الْغَفْلَة وَالذَّهَاب عَنْ الشَّيْء , يُقَال رَجُل سَامِد هَامِد أَيْ لَاهٍ غَافِل , وَمِنْ هَذَا قَوْل اللَّه تَعَالَى : { وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ } أَيْ لَاهُونَ سَاهُونَ , وَقَدْ يَكُون السَّامِد أَيْضًا الرَّافِع رَأْسه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَيُقَال مِنْهُ سَمَدَ يَسْمَد وَيَسْمُد سُمُودًا , وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ خَرَجَ وَالنَّاس يَنْتَظِرُونَهُ قِيَامًا لِلصَّلَاةِ , فَقَالَ مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ. وَحُكِيَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا الْإِمَام قِيَامًا وَلَكِنْ قُعُودًا وَتَقُولُونَ ذَلِكَ السُّمُود ‏ ‏( فَقَالَ لِي الشَّيْخ ) ‏ ‏: مَقْصُود الشَّيْخ رَدّ قَوْل اِبْن بُرَيْدَةَ ‏ ‏( كُنَّا نَقُوم فِي الصُّفُوف ) ‏ ‏: لَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ قِيَامهمْ كَانَ اِنْتِظَار النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بَلْ يَجُوز أَنْ يَكُون بَعْد حُضُوره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَوْ سُلِّمَ فَإِسْنَاد الْحَدِيث لَا يَخْلُو عَنْ جَهَالَة إِذْ الشَّيْخ غَيْر مَعْلُوم فَلَا يُعَارِض حَدِيثَ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي وَاَللَّه أَعْلَم. قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏: أَيْ الْبَرَاء ‏ ‏( وَقَالَ ) ‏ ‏: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( عَلَى الَّذِينَ يَلُونَ ) ‏ ‏: أَيْ يَقُومُونَ. قَالَ اِبْن الْمَلَك : أَوْ يُبَاشِرُونَ وَيَتَوَلَّوْنَ ‏ ‏( الصُّفُوف الْأُوَل ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْهَمْزَة وَفَتْح الْوَاو الْمُخَفَّفَة جَمْع أَوَّل أَيْ فَالْأَفْضَل الْأَوَّل فَالْأَوَّل ‏ ‏( وَمَا مِنْ خُطْوَة ) ‏ ‏قَالَ الْعَيْنِيّ : رَوَيْنَاهُ بِفَتْحِ الْخَاء , وَهِيَ الْمَرَّة الْوَاحِدَة. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : الرِّوَايَة بِضَمِّ الْخَاء وَهِيَ وَاحِدَة الْخُطَى , وَهِيَ مَا بَيْن الْقَدَمَيْنِ , وَاَلَّتِي بِالْفَتْحِ مَصْدَر. اِنْتَهَى. وَمِنْ زَائِدَة وَخُطْوَة اِسْم مَا وَقَوْله ‏ ‏( أَحَبّ إِلَى اللَّه ) ‏ ‏: بِالنَّصْبِ خَبَره وَالْأَصَحّ رَفْعه فَهُوَ اِسْمه , وَمِنْ خُطْوَة خَبَره. قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي ‏ ‏( مِنْ خُطْوَة ) ‏ ‏: مُتَعَلِّق بِأَحَبّ ‏ ‏( يَمْشِيهَا ) ‏ ‏: بِالْغَيْبَةِ صِفَة خُطْوَة أَيْ يَمْشِيهَا الرَّجُل وَكَذَا ‏ ‏( يَصِل بِهَا صَفًّا ) ‏ ‏: وَقِيلَ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا وَالضَّمِيرَانِ لِلْخُطْوَةِ. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!