المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (45)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (45)]
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مُسَدَّدٌ قَالَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَرَأَيْتُهُ يَسْتَاكُ عَلَى لِسَانِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد وَقَالَ سُلَيْمَانُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْتَاكُ وَقَدْ وَضَعَ السِّوَاكَ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ إِهْ إِهْ يَعْنِي يَتَهَوَّعُ قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ مُسَدَّدٌ فَكَانَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَلَكِنِّي اخْتَصَرْتُهُ
( أَبِي بُرْدَة ) : أَبُو بُرْدَة بْن أَبِي مُوسَى اِسْمه عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن قَيْس الْأَشْعَرِيّ ( أَبِيهِ ) : أَبِي مُوسَى عَبْد اللَّه بْن قَيْس رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ ( قَالَ ) : أَبُو مُوسَى ( نَسْتَحْمِلهُ ) : أَيْ نَطْلُب مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْلَانه عَلَى الْبَعِير , وَهَذَا السُّؤَال مِنْ أَبِي مُوسَى حِين جَاءَ هُوَ وَنَفَر مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحْمِلُونَهُ فَحَلَفَ لَا يَحْمِلهُمْ ثُمَّ جَاءَهُ إِبِل فَحَمَلَهُمْ عَلَيْهَا وَقَالَ : "" لَا أَحْلِف عَلَى يَمِين فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْت عَنْ يَمِينِي "" الْحَدِيث ( قَالَ ) : أَبُو مُوسَى ( عَلَى طَرَف لِسَانه ) : أَيْ طَرَفه الدَّاخِل كَمَا عِنْد أَحْمَدَ يَسْتَنّ إِلَى فَوْق ( يَقُول إِهْ إِهْ ) : بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَة ثُمَّ هَاء , وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ أُعْ أُعْ بِضَمِّ الْهَمْزَة وَسُكُون الْمُهْمَلَة وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ بِتَقْدِيمِ الْعَيْن عَلَى الْهَمْزَة , وَلِلجَّوْزَقِيّ بِخَاءٍ مُعْجَمَة بَعْد الْهَمْزَة الْمَكْسُورَة. قَالَ الْحَافِظ : وَرِوَايَة أُعْ أُعْ أَشْهَرُ , وَإِنَّمَا اِخْتَلَفَ الرُّوَاة لِتَقَارُبِ مَخَارِج هَذِهِ الْأَحْرُف , وَكُلّهَا تَرْجِع إِلَى حِكَايَة صَوْته , إِذْ جَعَلَ السِّوَاك عَلَى طَرَف لِسَانه ( يَعْنِي يَتَهَوَّع ) : وَهَذَا التَّفْسِير مِنْ أَحَد الرُّوَاة دُون أَبِي مُوسَى , وَفِي مُخْتَصَر الْمُنْذِرِيِّ أَرَاهُ يَعْنِي يَتَهَوَّع , وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ كَأَنَّهُ يَتَهَوَّع , وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ مِنْ مَقُولَة أَبِي مُوسَى , وَالتَّهَوُّع التَّقَيُّؤ , أَيْ لَهُ صَوْت كَصَوْتِ الْمُتَقَيِّئ عَلَى سَبِيل الْمُبَالَغَة. وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى مَشْرُوعِيَّة السِّوَاك عَلَى اللِّسَان طُولًا , وَأَمَّا الْأَسْنَان فَالْأَحَبّ فِيهَا أَنْ تَكُون عَرْضًا , وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْض بَيَانه ( قَالَ مُسَدَّد كَانَ ) : أَيْ الْمَذْكُور ( اخْتَصَرَهُ ) : بِصِيغَةِ الْمُضَارِع الْمُتَكَلِّم. قَالَ الشَّيْخ وَلِيّ الدِّين الْعِرَاقِيّ : كَذَا فِي أَصْلنَا , وَنَقَلَهُ النَّوَوِيّ فِي شَرْحه عَنْ بَعْض النُّسَخ , وَنَقَلَ عَنْ عَامَّة النُّسَخ , اِخْتَصَرْته. اِنْتَهَى. قُلْت : وَاَلَّذِي فِي عَامَّة النُّسَخ هُوَ الصَّحِيح. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ.



