موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1174)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1174)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْقَعْنَبِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَعْتَكِفُ ‏ ‏الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ ‏ ‏فَاعْتَكَفَ ‏ ‏عَامًا حَتَّى إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا مِنْ ‏ ‏اعْتِكَافِهِ ‏ ‏قَالَ مَنْ كَانَ ‏ ‏اعْتَكَفَ ‏ ‏مَعِي ‏ ‏فَلْيَعْتَكِفْ ‏ ‏الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقْدَ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ مِنْ صَبِيحَتِهَا فِي مَاءٍ وَطِينٍ فَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ ‏ ‏وِتْرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى ‏ ‏عَرِيشٍ ‏ ‏فَوَكَفَ ‏ ‏الْمَسْجِدُ فَقَالَ ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏فَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَعَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ صَبِيحَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ‏


‏ ‏( مِنْ رَمَضَان ) ‏ ‏: فِيهِ مُدَاوَمَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ , فَالِاعْتِكَافُ فِيهِ سُنَّة لِمُوَاظَبَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ , وَلَعَلَّ مُرَاده رَمَضَان لَا يُقَيِّدُ وَسَطه إِذْ هُوَ لَمْ يُدَاوِم عَلَيْهِ ‏ ‏( فَاعْتَكَفَ عَامًا ) ‏ ‏: أَيْ اِعْتَكَفَ فِي رَمَضَان فِي عَام ‏ ‏( يَخْرُجُ فِيهَا ) ‏ ‏: وَلَفْظ الْمُوَطَّأ اللَّيْلَة الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا مِنْ صُبْحِهَا مِنْ اِعْتِكَافه ‏ ‏( مَنْ كَانَ اِعْتَكَفَ مَعِي ) ‏ ‏: الْعَشْر الْوَسَط ‏ ‏( فَلْيَعْتَكِفْ الْعَشْر الْأَوَاخِر ) ‏ ‏: وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ "" فَخَطَبَنَا صَبِيحَة عِشْرِينَ , وَفِي أُخْرَى لَهُمَا فَخَطَبَ النَّاس فَأَمَرَهُمْ مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ قَالَ : كُنْت أُجَاوِرُ هَذَا الْعَشْر ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرُ هَذَا الْعَشْر الْأَوَاخِر , فَمَنْ كَانَ اِعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتَكَفِهِ "". ‏ ‏وَفِي مُسْلِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي سَعِيد "" أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِعْتَكَفَ فِي الْعَشْر الْأُوَل مِنْ رَمَضَان ثُمَّ اِعْتَكَفَ الْعَشْر الْأَوْسَطَ فِي قُبَّة تُرْكِيَّة عَلَى سُدَّتهَا حَصِير , فَأَخَذَهُ فَنَحَاهُ فِي نَاحِيَة الْقُبَّة , ثُمَّ كَلَّمَ النَّاس فَقَالَ إِنِّي اِعْتَكَفْت الْعَشْر الْأُوَلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَة ثُمَّ اِعْتَكَفْت الْعَشْر الْأَوْسَط ثُمَّ أُوتِيت فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْر الْأَوَاخِر , فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاس مَعَهُ "" وَعِنْد الْبُخَارِيّ أَنَّ جِبْرِيل أَتَاهُ فِي الْمَرَّتَيْنِ فَقَالَ لَهُ إِنْ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَك بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَالْمِيم أَيْ قُدَّامَك ‏ ‏( وَقَدْ رَأَيْت ) ‏ ‏: وَفِي رِوَايَة أُرِيت بِهَمْزَةٍ أَوَّله مَضْمُومَة مَبْنِيّ لِلْمَفْعُولِ أَيْ أُعْلِمْت ‏ ‏( هَذِهِ اللَّيْلَة ) ‏ ‏: نُصِبَ مَفْعُولٌ بِهِ لَا ظَرْفٌ أَيْ أُرِيت لَيْلَة الْقَدْر. وَجَوَّزَ الْبَاجِيُّ أَنَّ الرُّؤْيَة بِمَعْنَى الْبَصَر أَيْ رَأَى عَلَامَتَهَا الَّتِي أُعْلِمَتْ لَهُ بِهَا وَهِيَ السُّجُود فِي الْمَاء وَالطِّين ‏ ‏( ثُمَّ أُنْسِيتهَا ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْهَمْزَة. قَالَ الْقَفَّال لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ رَأَى الْمَلَائِكَة وَالْأَنْوَار عِيَانًا ثُمَّ نَسِيَ فِي أَيِّ لَيْلَة رَأَى ذَلِكَ لِأَنَّ مِثْل هَذَا قَلَّ أَنْ يُنْسَى , وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ لَيْلَة الْقَدْر لَيْلَة كَذَا وَكَذَا , فَنَسِيَ كَيْف قِيلَ لَهُ ‏ ‏( وَقَدْ رَأَيْتُنِي ) ‏ ‏: بِضَمِّ التَّاء وَفِيهِ عَمِلَ الْفِعْلُ فِي ضَمِيرَيْ الْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَهُوَ الْمُتَكَلِّم , وَذَلِكَ مِنْ خَصَائِص أَفْعَال الْقُلُوب أَيْ رَأَيْت نَفْسِي ‏ ‏( أَسْجُد مِنْ صَبِيحَتهَا ) ‏ ‏: بِمَعْنَى فِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { مِنْ يَوْم الْجُمُعَة } أَوْ لِابْتِدَاءِ الْغَايَة الزَّمَانِيَّة ‏ ‏( فِي مَاء وَطِين ) ‏ ‏: عَلَامَة جُعِلَتْ لَهُ يَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَيْهَا ثُمَّ الْمُرَادُ أَنَّهُ نَسِيَ عِلْم تَعْيِينِهَا تِلْكَ السَّنَة لَا رَفْع وُجُودهَا لِأَمْرِهِ بِطَلَبِهَا بِقَوْلِهِ ( فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْر الْأَوَاخِر ) : مِنْ رَمَضَان ‏ ‏( وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْر ) ‏ ‏: مِنْهُ أَيْ أَوْتَار لَيَالِيه وَأَوَّلُهَا لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ إِلَى آخِر لَيْلَة التَّاسِع وَالْعِشْرِينَ , وَهَذَا لَا يُقَالُ قَوْلُهُ اِلْتَمِسُوهَا فِي السَّبْع الْأَوَاخِر , لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُحَدِّثْ بِمَا هُنَا جَازِمًا بِهِ. قَالَ الْبَاجِيُّ : يُحْتَمَل فِي ذَلِكَ الْعَامِ , وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ الْأَغْلَبُ فِي كُلِّ عَامٍ. قَالَهُ الزُّرْقَانِيّ. ‏ ‏( قَالَ أَبُو سَعِيد فَمَطَرَتْ ) ‏ ‏: بِفَتْحَيْنِ ‏ ‏( السَّمَاءُ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَة ) ‏ ‏: أَيْ الَّتِي أُرِيهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ فَجَاءَتْ سَحَابَة فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِد ‏ ‏( وَكَانَ الْمَسْجِد عَلَى عَرِيش ) ‏ ‏: أَيْ عَلَى مِثْل الْعَرِيش , وَإِلَّا فَالْعَرِيش هُوَ السَّقْف أَيْ أَنَّهُ كَانَ مُظَلَّلًا بِالْخُوصِ وَالْجَرِيد , وَلَمْ يَكُنْ مُحْكَم الْبِنَاء بِحَيْثُ يَكُونُ مِنْ الْمَطَرِ. وَفِي رِوَايَةٍ وَكَانَ السَّقْف مِنْ جَرِيد النَّخْل ‏ ‏( فَوَكَفَ الْمَسْجِد ) ‏ ‏: أَيْ سَالَ مَاء الْمَطَر مِنْ سَقْفِهِ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ الْمَحَلّ وَإِرَادَة الْحَال ‏ ‏( فَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ ) ‏ ‏: تَوْكِيد ‏ ‏( مِنْ صَبِيحَة إِحْدَى وَعِشْرِينَ ) ‏ ‏: قَالَ فِي الْمِرْقَاة : يَعْنِي اللَّيْلَة الَّتِي رَأَى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لَيْلَة الْقَدْر هِيَ لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ. كَذَا قِيلَ : وَالْأَظْهَرُ أَنَّ مِنْ بِمَعْنَى فِي وَهِيَ مُتَعَلِّقَة بِقَوْلِهِ فَأَبْصَرَتْ اِنْتَهَى. ‏ ‏وَلَفْظ الْمُوَطَّأ قَالَ أَبُو سَعِيد : فَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْصَرَفَ وَعَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ أَثَر الْمَاء وَالطِّين مِنْ صُبْح لَيْلَة إِحْدَى وَعِشْرِينَ قَالَ الزَّرْقَانِيُّ : قَوْله مِنْ صُبْح لَيْلَة إِحْدَى وَعِشْرِينَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ اِنْصَرَفَ , وَفِي رِوَايَة فَنَظَرْت إِلَيْهِ وَقَدْ اِنْصَرَفَ مِنْ صَلَاة الصُّبْح وَوَجْهُهُ وَأَنْفُهُ فِيهِمَا الْمَاء وَالطِّين تَصْدِيق رُؤْيَاهُ , وَفِيهِ السُّجُود عَلَى الطِّينِ وَحَمَلَهُ الْجُمْهُورُ عَلَى الْخَفِيف. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!