موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1133)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1133)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ إِسْحَقَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي قَتَادَةَ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏خَرَجَ لَيْلَةً فَإِذَا هُوَ ‏ ‏بِأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏يُصَلِّي يَخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ قَالَ وَمَرَّ ‏ ‏بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ‏ ‏وَهُوَ ‏ ‏يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ قَالَ فَلَمَّا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ يَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ صَوْتَكَ قَالَ قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَقَالَ ‏ ‏لِعُمَرَ ‏ ‏مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَكَ قَالَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوقِظُ ‏ ‏الْوَسْنَانَ ‏ ‏وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ ‏ ‏زَادَ ‏ ‏الْحَسَنُ ‏ ‏فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا وَقَالَ ‏ ‏لِعُمَرَ ‏ ‏اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو حُصَيْنِ بْنُ يَحْيَى الرَّازِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِهَذِهِ الْقِصَّةِ لَمْ يَذْكُرْ فَقَالَ ‏ ‏لِأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا ‏ ‏وَلِعُمَرَ ‏ ‏اخْفِضْ شَيْئًا زَادَ وَقَدْ سَمِعْتُكَ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏وَأَنْتَ تَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ قَالَ كَلَامٌ طَيِّبٌ يَجْمَعُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ ‏


‏ ‏( فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْر ) ‏ ‏: قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ مَارّ بِأَبِي بَكْر ‏ ‏( يُصَلِّي ) ‏ ‏: حَال عَنْهُ ‏ ‏( يَخْفِض ) ‏ ‏: حَال عَنْ ضَمِير يُصَلِّي ‏ ‏( تَخْفِض صَوْتك ) ‏ ‏: بَدَل أَوْ حَال ‏ ‏( قَدْ أَسْمَعْت مَنْ نَاجَيْت يَا رَسُول اللَّه ) ‏ ‏: جَوَاب مُتَضَمِّن لِعِلَّةِ الْخَفْض أَيْ أَنَا أُنَاجِي رَبِّي وَهُوَ يَسْمَع لَا يَحْتَاج إِلَى رَفْع الصَّوْت ‏ ‏( أُوقِظ ) ‏ ‏: أَيْ أُنَبِّه ‏ ‏( الْوَسْنَان ) ‏ ‏: أَيْ النَّائِم الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَغْرِقٍ فِي نَوْمه ‏ ‏( وَأَطْرُد ) ‏ ‏: أَيْ أُبْعِد ‏ ‏( الشَّيْطَان ) ‏ ‏: وَوَسْوَسَته بِالْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْر الرَّحْمَن. وَتَأَمَّلْ فِي الْفَرْق بَيْن مَرْتَبَتهمَا وَمَقَامهمَا وَإِنْ كَانَ لِكُلٍّ نِيَّة حَسَنَة فِي فِعْلَيْهِمَا وَحَالَيْهِمَا مِنْ مَرْتَبَة الْجَمْع لِلْأَوَّلِ وَحَالَة الْفَرْق لِلثَّانِي وَالْأَكْمَل هُوَ جَمْع الْجَمْع الَّذِي كَانَ حَالَة عَلَيْهِ السَّلَام وَدَلَّهُمَا عَلَيْهِ وَأَشَارَ لَهُمَا إِلَيْهِ ‏ ‏( يَا أَبَا بَكْر اِرْفَعْ مِنْ صَوْتك شَيْئًا ) ‏ ‏: أَيْ قَلِيلًا لِيَنْتَفِع بِك سَامِع وَيَتَّعِظ مُهْتَدٍ ‏ ‏( وَقَالَ لِعُمَر اِخْفِضْ مِنْ صَوْتك شَيْئًا ) ‏ ‏: أَيْ قَلِيلًا لِئَلَّا يَتَشَوَّش بِك نَحْو مُصَلٍّ أَوْ نَائِم مَعْذُور. قَالَ الطِّيبِيُّ : نَظِيره قَوْله تَعَالَى { وَلَا تَجْهَر بِصَلَاتِك وَلَا تُخَافِت بِهَا وَابْتَغِ بَيْن ذَلِكَ سَبِيلًا } كَأَنَّهُ قَالَ لِلصِّدِّيقِ اِنْزِلْ مِنْ مُنَاجَاتك رَبّك شَيْئًا قَلِيلًا وَاجْعَلْ لِلْخَلْقِ مِنْ قِرَاءَتك نَصِيبًا , وَقَالَ لِعُمَر اِرْتَفِعْ مِنْ الْخَلْق هَوْنًا وَاجْعَلْ لِنَفْسِك مِنْ مُنَاجَاة رَبّك نَصِيبًا. كَذَا فِي الْمِرْقَاة ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَخْرَجَهُ مُرْسَلًا وَمُسْنَدًا وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ. وَقَالَ حَدِيث غَرِيب , وَإِنَّمَا أَسْنَدَهُ يَحْيَى بْن إِسْحَاق عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة. وَأَكْثَر النَّاس إِنَّمَا رَوَوْا هَذَا الْحَدِيث عَنْ ثَابِت عَنْ عَبْد اللَّه بْن رَبَاح مُرْسَلًا. هَذَا آخِر كَلَامه وَيَحْيَى بْن إِسْحَاق هَذَا هُوَ الْبَجَلِيّ السَّيْلَحِينِيّ وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه. ‏ ‏( وَأَنْتَ تَقْرَأ مِنْ هَذِهِ السُّورَة ) ‏ ‏: مِنْ تَبْعِيضِيَّة أَيْ تَقْرَأ آيَات مِنْ هَذِهِ السُّورَة وَآيَات مِنْ هَذِهِ السُّورَة وَلَا تَقْرَأ سُورَة كَامِلَة ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏بِلَال : ‏ ‏( كَلَام طَيِّب ) ‏ ‏: أَيْ كُلّ الْقُرْآن كَلَام طَيِّب ‏ ‏( يَجْمَعهُ ) ‏ ‏: الضَّمِير الْمَنْصُوب يَرْجِع إِلَى الْكَلَام وَالْمُرَاد بَعْض الْكَلَام كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله ‏ ‏( بَعْضه ) ‏ ‏: بَعْض الْكَلَام ‏ ‏( إِلَى بَعْض ) ‏ ‏: وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلّ الْقُرْآن كَلَام طَيِّب تَشْتَهِي إِلَيْهِ النُّفُوس وَيَرْغَب فِيهِ أَهْل الْإِيمَان , وَجَمَعَ اللَّه تَعَالَى بَعْض الْكَلَام وَضَمَّهُ إِلَى بَعْض وَوَضَعَ بَعْضًا مَعَ بَعْض لِأَجْلِ مَا تَقْتَضِي إِلَيْهِ الْحَاجَة وَإِنِّي أَقْرَأ مِنْهُ مَا أُحِبّهُ وَمَا أَشْتَهِي إِلَيْهِ. وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!