موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1067)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1067)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏خَالِدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَقَ الْمَدَنِيَّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ زَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ سَيْلَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا تَدَعُوهُمَا وَإِنْ طَرَدَتْكُمْ الْخَيْلُ ‏


‏ ‏( لَا تَدْعُوهُمَا ) ‏ ‏: مِنْ الْوَدَع وَهُوَ التَّرْك. ‏ ‏( وَإِنْ طَرَدَتْكُمْ الْخَيْل ) ‏ ‏: فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث تَأْوِيلَانِ. الْأَوَّل لَا تَتْرُكُوا رَكْعَتَيْ الْفَجْر وَإِنْ دَفَعَتْكُمْ الْفُرْسَان وَالرُّكْبَان لِلرَّحِيلِ , يَعْنِي إِنْ حَانَ وَقْت رَحِيل الْجَيْش وَسَارَ الْجَيْش وَعُجِّلَ لِلرَّحِيلِ فَلَا تَتْرُكُوا فِي هَذَا الْوَقْت الْمَضِيق أَيْضًا وَأَنْ يَسْتَمِرّ الْجَيْش وَيَتْرُكَكُمْ , فَفِيهِ غَايَة التَّأْكِيد لِأَدَاءِ سُنَّة الْفَجْر ; لِأنَّ الْعَرَب لَا يَتْرُكُونَ مُصَاحَبَة الْجَيْش وَفِي فِقْدَانهَا لَهُمْ مَصَائِب عَظِيمَة وَمَعَ أَنَّهُمْ قَدْ أُمِرُوا بِإِتْيَانِهِمَا. قَالَهُ الشَّيْخ الْمُحَدِّث السَّيِّد نَذِير حُسَيْن الدَّهْلَوِيّ. وَالثَّانِي : وَإِنْ طَرَدَتْكُمْ الْخَيْل أَيْ خَيْل الْعَدُوّ , وَمَعْنَاهُ إِذَا كَانَ الرَّجُل مَثَلًا هَارِبًا مِنْ الْعَدُوّ وَالْعَدُوّ يَرْكُض فَرَسه لِيَقْتُلهُ فَلَا يَنْبَغِي لِلْمَطْلُوبِ تَرْك رَكْعَتَيْ الْفَجْر. وَالْمَقْصُود التَّأْكِيد مِنْ الشَّارِع فِي الْإِتْيَان بِهِمَا وَعَدَم تَرْكهمَا , وَإِنْ كَانَ فِي حَالَة شَاقَّة كَمَنْ يَطْلُبهُ الْعَدُوّ خَلْفه عَلَى الْخَيْل لِيَقْتُلهُ , قَالَهُ الشَّيْخ الْمُحَدِّث حُسَيْن بْن مُحْسِن الْأَنْصَارِيّ. وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي شَرْح الْهِدَايَة أَيْ جَيْش الْعَدُوّ اِنْتَهَى. وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي فَتْح الْقَدِير شَرْح الْجَامِع الصَّغِير : لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيْ الْفَجْر أَيْ صَلَاتهمَا وَإِنْ طَرَدَتْكُمْ الْخَيْل خَيْل الْعَدُوّ بَلْ صَلُّوهُمَا رُكْبَانًا وَمُشَاة بِالْإِيمَاءِ وَلَوْ لِغَيْرِ الْقِبْلَة , وَهَذَا اِعْتِنَاء عَظِيم بِرَكْعَتَيْ الْفَجْر وَحَثّ عَلَى شِدَّة الْحِرْص عَلَيْهِمَا حَضَرًا وَسَفَرًا وَأَمْنًا وَخَوْفًا اِنْتَهَى. هَذَا مُلَخَّص مِنْ إِعْلَام أَهْل الْعَصْر بِأَحْكَامِ رَكْعَتَيْ الْفَجْر ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الْمَدَنِيّ , وَيُقَال فِيهِ عَبَّاد بْن إِسْحَاق أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين , وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ لَا يُحْتَجّ بِهِ وَهُوَ حَسَن الْحَدِيث وَلَيْسَ بِثَبْتٍ وَلَا قَوِيّ. وَقَالَ يَحْيَى اِبْن سَعِيد الْقَطَّان : سَأَلْت عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ. وَقَالَ بَعْضهمْ : إِنَّمَا لَمْ يَحْمَدُوهُ فِي مَذْهَبه فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَوْهُ مِنْ الْمَدِينَة , فَأَمَّا رِوَايَاته فَلَا بَأْس. وَقَالَ الْبُخَارِيّ : مُقَارِب الْحَدِيث وَابْن سِيلَان هُوَ عَبْد رَبّه أَبُو سِيلَان جَاءَ مُبَيَّنًا فِي بَعْض طُرُقه , وَقِيلَ هُوَ جَابِر بْن سَيْلَانِ وَهُوَ بِكَسْرِ السِّين الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَآخِره نُون , وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا اِبْن الْمُنْكَدِر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!