المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1038)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1038)]
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ قَالَ فَجِئْتُ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالسُّجُودُ أَخْفَضُ مِنْ الرُّكُوعِ
( فَجِئْت ) : أَيْ إِلَيْهِ ( وَهُوَ يُصَلِّي ) : حَال ( عَلَى رَاحِلَته نَحْو الْمَشْرِق ) : ظَرْف أَيْ يُصَلِّي إِلَى جَانِب الْمَشْرِق أَوْ حَال أَيْ مُتَوَجِّهًا نَحْو الْمَشْرِق أَوْ كَانَتْ مُتَوَجِّهَة إِلَى جَانِب الْمَشْرِق ( وَالسُّجُود أَخْفَض مِنْ الرُّكُوع ) : أَيْ أَسْفَل مِنْ إِيمَائِهِ إِلَى الرُّكُوع أَيْ يَجْعَل رَأْسه لِلسُّجُودِ أَخْفَض مِنْهُ لِلرُّكُوعِ. وَهَذِهِ الْأَحَادِيث فِيهَا دَلَالَة عَلَى جَوَاز صَلَاة الْوِتْر وَالتَّطَوُّع عَلَى الرَّاحِلَة لِلْمُسَافِرِ قَبْل جِهَة مَقْصِده وَهُوَ إِجْمَاع كَمَا قَالَ النَّوَوِيّ وَالْعِرَاقِيّ وَابْن حَجَر وَغَيْرهمْ , وَإِنَّمَا الْخِلَاف فِي جَوَاز ذَلِكَ فِي الْحَضَر فَجَوَّزَهُ أَبُو يُوسُف وَأَبُو سَعِيد الْإِصْطَخْرِيُّ وَأَهْل الظَّاهِر. قَالَ اِبْن حَزْم : وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ قَالَ كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى رِحَالهمْ وَدَوَابّهمْ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ قَالَ وَهَذِهِ حِكَايَة عَنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ عُمُومًا فِي الْحَضَر وَالسَّفَر. قَالَ النَّوَوِيّ : هُوَ مَحْكِيّ عَنْ أَنَس قَالَ الْعِرَاقِيّ : اِسْتَدَلَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ بِعُمُومِ الْأَحَادِيث الَّتِي لَمْ يُصَرِّح فِيهَا بِذِكْرِ السَّفَر وَحَمَلَ جُمْهُور الْعُلَمَاء الرِّوَايَات الْمُطْلَقَة عَلَى الْمُقَيَّدَة بِالسَّفَرِ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ بِنَحْوِهِ أَتَمّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ وَحَدّه السُّجُود أَخْفَض مِنْ الرُّكُوع وَقَالَ حَسَن صَحِيح.



