المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1000)]
(سنن أبي داود) - [الحديث رقم: (1000)]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عِبَادٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَّهُ شَهِدَ خُطْبَةً يَوْمًا لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ قَالَ سَمُرَةُ بَيْنَمَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنْ الْأَنْصَارِ نَرْمِي غَرَضَيْنِ لَنَا حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ مِنْ الْأُفُقِ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَاللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا قَالَ فَدَفَعْنَا فَإِذَا هُوَ بَارِزٌ فَاسْتَقْدَمَ فَصَلَّى فَقَامَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ثُمَّ سَجَدَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا سَجَدَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ فَوَافَقَ تَجَلِّي الشَّمْسُ جُلُوسَهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَالَ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ سَاقَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( اِبْن عِبَاد ) : بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف الْمُوَحَّدَة ( اِبْن جُنْدَبٍ ) : بِفَتْحِ الدَّال وَضَمّهَا مَعَ ضَمّ الْجِيم ( غَرَضَيْنِ ) : الْغَرَض بِالتَّحْرِيكِ الْهَدَف الَّذِي يَرْمِي إِلَيْهِ وَالْجَمْع أَغْرَاض مِثْل سَبَب وَأَسْبَاب وَبِالْفَارِسِيَّةِ نشائه تير ( قِيد ) : بِكَسْرِ الْقَاف يُقَال قِيد رُمْح وَقَاد رُمْح أَيْ قَدْر رُمْح ( حَتَّى آضَتْ ) : بِالْمَدِّ أَيْ رَجَعَتْ وَصَارَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَة بِفَتْحِ فَوْقِيَّة وَتَشْدِيد نُون مَضْمُومَة نَوْع مِنْ نَبَات الْأَرْض فِيهَا وَفِي ثَمَرهَا سَوَاد قَلِيل. قَالَ الْخَطَّابِيُّ : التَّنُّوم نَبْت لَوْنه إِلَى السَّوَاد وَيُقَال بَلْ هُوَ شَجَر لَهُ ثَمَر كَمَدِّ اللَّوْن ( لَيُحْدِثَنَّ ) : مِنْ الْإِحْدَاث بِالنُّونِ الثَّقِيلَة ( شَأْن هَذِهِ الشَّمْس ) : مَرْفُوع بِالْفَاعِلِيَّةِ ( حَدَثًا ) : أَيْ أَمْرًا جَدِيدًا ( فَدُفِعْنَا ) : عَلَى بِنَاء الْفَاعِل أَوْ الْمَفْعُول أَيْ دَفَعَنَا الِانْطِلَاق ( وَإِذَا هُوَ بَارِز ) : قَالَ الْحَافِظ اِبْن الْأَثِير : جَاءَ هَذَا الْحَدِيث هَكَذَا فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ بَارِز بِرَاءٍ ثُمَّ زَاءٍ مِنْ الْبُرُوز وَهُوَ الظُّهُور وَهُوَ تَصْحِيف مِنْ الرَّاوِي. قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم وَالْأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب وَإِنَّمَا هُوَ بِأُزُز بِبَاءِ الْجَرّ وَهَمْزَة مَضْمُومَة وَزَائَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ أَيْ بِجَمْعٍ كَثِير يُقَال أُوتِيت الْوَالِي وَالْمَجْلِس أُزُز أَيْ كَثِير الزِّحَام لَيْسَ فِيهِ مُتَّسَع , وَالنَّاس أُزُز إِذَا اِنْضَمَّ بَعْضهمْ إِلَى بَعْض , وَالْمَعْنَى اِنْتَهَيْت إِلَى الْمَسْجِد فَإِذَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْتَلِئ بِالنَّاسِ ( فِي صَلَاة قَطُّ ) : فِيهِ اِسْتِعْمَال قَطُّ فِي الْإِثْبَات وَهِيَ مُخْتَصَّة بِالنَّفْيِ بِإِجْمَاعِ النُّحَاة , وَخَرَّجَهُ الشَّيْخ جَمَال الدِّين بْن هِشَام عَلَى أَنَّهُ وَقَعَ قَطُّ بَعْدَ مَا الْمَصْدَرِيَّة كَمَا يَقَع بَعْد مَا النَّافِيَة. قَالَ الرَّضِيّ : وَرُبَّمَا يُسْتَعْمَل قَطُّ بِدُونِ النَّفْي لَفْظًا وَمَعْنًى كُنْت أَرَاهُ قَطُّ أَيْ دَائِمًا , وَقَدْ يُسْتَعْمَل بِدُونِهِ لَفْظًا لَا مَعْنًى هَلْ رَأَيْت ذِئْبًا قَطُّ قَالَهُ السُّيُوطِي ( لَا نَسْمَع لَهُ صَوْتًا ) : قَالَ فِي الْمُنْتَقَى : وَهَذَا يَحْتَمِل أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعهُ لِبُعْدِهِ لِأَنَّ فِي رِوَايَة مَبْسُوطَة لَهُ "" أَتَيْنَا وَالْمَسْجِد قَدْ اِمْتَلَأَ "" وَعِنْد الشَّيْخَيْنِ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَعِنْد أَحْمَد وَالطَّيَالِسِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة "" أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ "" وَعِنْد الشَّافِعِيّ وَأَبِي يَعْلَى عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ "" كُنْت إِلَى جَنْب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة الْكُسُوف فَمَا سَمِعْت مِنْهُ حَرْفًا مِنْ الْقُرْآن "" وَفِي إِسْنَاده اِبْن لَهِيعَةَ. قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدِيث عَائِشَة فِي الْجَهْر أَصَحّ مِنْ حَدِيث سَمُرَة , وَرَجَّحَ الشَّافِعِيّ رِوَايَة سَمُرَة بِأَنَّهَا مُوَافِقَة لِرِوَايَةِ اِبْن عَبَّاس. قُلْت : حَدِيث عَائِشَة أَرْجَح لِكَوْنِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَلِكَوْنِهِ مُتَضَمِّنًا لِلزِّيَادَةِ , وَلِكَوْنِهِ مُثْبَتًا , وَلِكَوْنِهِ مُعْتَضِدًا بِمَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَغَيْره عَنْ عَلِيّ مَرْفُوعًا مِنْ إِثْبَات الْجَهْر , وَحَدِيث سَمُرَة صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم لَكِنْ أَعَلَّهُ اِبْن حَزْم بِجَهَالَةِ ثَعْلَبَة بْن عَبَّاد رَاوِيه عَنْ سَمُرَة , وَقَدْ قَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ إِنَّهُ مَجْهُول وَذَكَره اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات مَعَ أَنَّهُ لَا رَاوِي لَهُ إِلَّا الْأَسْوَد بْن قَيْس قَالَهُ الْحَافِظ. وَفِي سَنَد حَدِيث اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِبْن لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيف. وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى الْجَهْر أَحْمَد وَإِسْحَاق وَابْن خُزَيْمَة وَابْن الْمُنْذِر وَبِهِ قَالَ صَاحِب أَبِي حَنِيفَة وَابْن الْعَرَبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة , وَحَكَى النَّوَوِيّ عَنْ الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَاللَّيْث بْن سَعْد وَجُمْهُور الْفُقَهَاء : أَنَّهُ يُسِرّ فِي كُسُوف الشَّمْس وَيَجْهَر فِي خُسُوف الْقَمَر. وَقَدْ اِحْتَجَّ بِحَدِيثِ سَمُرَة هَذَا وَحَدِيث قَبِيصَة الْآتِي بِأَنَّ صَلَاة الْكُسُوف رَكْعَتَانِ بِرُكُوعٍ وَاحِد كَسَائِرِ الصَّلَوَات قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَالنَّسَائِيّ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن صَحِيح.



