موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح مسلم) - [الحديث رقم: (57)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(صحيح مسلم) - [الحديث رقم: (57)]

‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ الْمِصْرِيُّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الْخَيْرِ ‏ ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ‏ ‏يَقُولُا ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏رَجُلًا ‏ ‏سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ قَالَ ‏ ‏مَنْ ‏ ‏سَلِمَ ‏ ‏الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ‏


‏ ‏وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانه وَيَده ) ‏ ‏مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يُؤْذِ مُسْلِمًا بِقَوْلٍ وَلَا فِعْل. وَخَصَّ الْيَد بِالذِّكْرِ لِأَنَّ مُعْظَم الْأَفْعَال بِهَا. وَقَدْ جَاءَ الْقُرْآن الْعَزِيز بِإِضَافَةِ الِاكْتِسَاب وَالْأَفْعَال إِلَيْهَا لِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم. ‏ ‏وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانه وَيَده ) قَالُوا : مَعْنَاهُ الْمُسْلِم الْكَامِل وَلَيْسَ الْمُرَاد نَفْي أَصْل الْإِسْلَام عَنْ مَنْ لَمْ يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَة , بَلْ هَذَا كَمَا يُقَال : الْعِلْم مَا نَفَعَ , أَوْ الْعَالِم زَيْد أَيْ الْكَامِل , أَوْ الْمَحْبُوب. وَكَمَا يُقَال : النَّاس الْعَرَب , وَالْمَال الْإِبِلُ. فَكُلُّهُ عَلَى التَّفْضِيل لَا لِلْحَصْرِ. وَيَدُلّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ مَعْنَى الْحَدِيث قَوْله أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْر ؟ قَالَ : "" مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانه وَيَده "" ثُمَّ إِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِم مُتَعَلِّق بِخِصَالٍ أُخَرَ كَثِيرَة , وَإِنَّمَا خَصَّ مَا ذَكَرَ لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ الْحَاجَة الْخَاصَّة. وَاَللَّه أَعْلَم. ‏ ‏وَأَمَّا ( عَبْد اللَّه بْن وَهْب ) ‏ ‏فَعِلْمه وَوَرَعه وَزُهْده وَحِفْظه وَإِتْقَانه وَكَثْرَة حَدِيثه وَاعْتِمَاد أَهْل مِصْرَ عَلَيْهِ وَإِخْبَارهمْ بِأَنَّ حَدِيث أَهْل مِصْر وَمَا وَالَاهَا يَدُور عَلَيْهِ فَكُلّه أَمْر مَعْرُوف مَشْهُور فِي كُتُب أَئِمَّة هَذَا الْفَنِّ. وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ مَالِك بْن أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْتُب إِلَى أَحَد وَعَنْوَنَهُ بِالْفِقْهِ إِلَّا إِلَى اِبْن وَهْب رَحِمَهُ اللَّه. ‏ ‏وَأَمَّا ( عَمْرو بْن الْحَارِثِ ) ‏ ‏فَهُوَ مُفْتِي أَهْل مِصْر فِي زَمَنه وَقَارِئِهِمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَة رَحِمَهُ اللَّه : لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِير فِي الْحِفْظ فِي زَمَنه وَقَالَ أَبُو حَاتِم : كَانَ أَحْفَظ النَّاس فِي زَمَانه , وَقَالَ مَالِك بْن أَنَس : عَمْرو بْن الْحَارِثِ دُرَّة الْغَوَّاص. وَقَالَ : هُوَ مُرْتَفِع الشَّأْن. وَقَالَ اِبْن وَهْب : سَمِعْت مِنْ ثَلَثِمِائَةٍ وَسَبْعِينَ شَيْخًا فَمَا رَأَيْت أَحْفَظ مِنْ عَمْرو بْن الْحَارِثِ. رَحِمَهُ اللَّه. وَاَللَّه أَعْلَم. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!