موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (84)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (84)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏وُهَيْبٌ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَسْمَاءَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏أَتَيْتُ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى ‏ ‏تَجَلَّانِي ‏ ‏الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ‏ ‏فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ ‏ ‏أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ ‏ ‏أَسْمَاءُ ‏ ‏مِنْ فِتْنَةِ ‏ ‏الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ‏ ‏يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ ‏ ‏أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ ‏ ‏أَسْمَاءُ ‏ ‏فَيَقُولُ هُوَ ‏ ‏مُحَمَّدٌ ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ ‏ ‏مُحَمَّدٌ ‏ ‏ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ ‏ ‏أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ ‏ ‏أَسْمَاءُ ‏ ‏فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ‏


‏ ‏قَوْله : ( هِشَام ) ‏ ‏هُوَ اِبْن عُرْوَة بْن الزُّبَيْر. عَنْ ( فَاطِمَة ) هِيَ بِنْت الْمُنْذِر بْن الزُّبَيْر وَهِيَ زَوْجَة هِشَام وَبِنْت عَمّه. ‏ ‏قَوْله : ( عَنْ أَسْمَاء ) ‏ ‏أَيْ بِنْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق زَوْج الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَهِيَ جَدَّة هِشَام وَفَاطِمَة جَمِيعًا. ‏ ‏قَوْله : ( فَقُلْت مَا شَأْن النَّاس ) ‏ ‏أَيْ : لِمَا رَأَتْ مِنْ اِضْطِرَابهمْ. ‏ ‏قَوْله : ( فَأَشَارَتْ ) ‏ ‏أَيْ عَائِشَة إِلَى السَّمَاء أَيْ : اِنْكَسَفَتْ الشَّمْس. ‏ ‏قَوْله : ( فَإِذَا النَّاس قِيَام ) ‏ ‏كَأَنَّهَا اِلْتَفَتَتْ مِنْ حُجْرَة عَائِشَة إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِد فَوَجَدَتْهُمْ قِيَامًا فِي صَلَاة الْكُسُوف , فَفِيهِ إِطْلَاق النَّاس عَلَى الْبَعْض. ‏ ‏قَوْله : ( فَقَالَتْ سُبْحَان اللَّه ) ‏ ‏أَيْ : أَشَارَتْ قَائِلَة سُبْحَان اللَّه. ‏ ‏قَوْله : ( قُلْت آيَة ) ‏ ‏هُوَ بِالرَّفْعِ خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف أَيْ : هَذِهِ آيَة أَيْ : عَلَامَة , وَيَجُوز حَذْف هَمْزَة الِاسْتِفْهَام وَإِثْبَاتهَا. ‏ ‏قَوْله : ( فَقُمْت ) ‏ ‏أَيْ : فِي الصَّلَاة. ‏ ‏قَوْله : ( حَتَّى عَلَانِي ) ‏ ‏كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف اللَّام , وَفِي رِوَايَة كَرِيمَة تَجَلَّانِي بِمُثَنَّاةٍ وَجِيم وَلَام مُشَدَّدَة , وَجِلَال الشَّيْء مَا غُطِّيَ بِهِ. وَالْغَشْي بِفَتْحِ الْغَيْن وَإِسْكَان الشِّين الْمُعْجَمَتَيْنِ وَتَخْفِيف الْيَاء وَبِكَسْرِ الشِّين وَتَشْدِيد الْيَاء أَيْضًا هُوَ طَرَف مِنْ الْإِغْمَاء , وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا الْحَالَة الْقَرِيبَة مِنْهُ فَأَطْلَقَتْهُ مَجَازًا , وَلِهَذَا قَالَتْ : فَجَعَلْت أَصُبّ عَلَى رَأْسِي الْمَاء أَيْ : فِي تِلْكَ الْحَال لِيَذْهَب. وَوَهَمَ مَنْ قَالَ بِأَنَّ صَبَّهَا كَانَ بَعْد الْإِفَاقَة , وَسَيَأْتِي تَقْرِير ذَلِكَ فِي كِتَاب الطَّهَارَة , وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث أَيْضًا فِي صَلَاة الْكُسُوف إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. ‏ ‏قَوْله : ( أُرِيته ) ‏ ‏هُوَ بِضَمِّ الْهَمْزَة. ‏ ‏قَوْله : ( حَتَّى الْجَنَّة وَالنَّار ) ‏ ‏رُوِّينَاهُ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاث فِيهِمَا. ‏ ‏قَوْله : ( مِثْل أَوْ قَرِيبًا ) ‏ ‏كَذَا هُوَ بِتَرْكِ التَّنْوِين فِي الْأَوَّل وَإِثْبَاته فِي الثَّانِي , قَالَ اِبْن مَالِك , تَوْجِيهه أَنَّ أَصْله مِثْل فِتْنَة الدَّجَّال أَوْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال , فَحُذِفَ مَا أُضِيفَ إِلَى مِثْل وَتُرِكَ عَلَى هَيْئَته قَبْل الْحَذْف , وَجَازَ الْحَذْف لِدَلَالَةِ مَا بَعْده عَلَيْهِ , وَهَذَا كَقَوْلِ الشَّاعِر : ‏ ‏بَيْن ذِرَاعَيْ وَجَبْهَة الْأَسَد ‏ ‏تَقْدِيره : بَيْن ذِرَاعَيْ الْأَسَد وَجَبْهَة الْأَسَد وَقَالَ الْآخَر : ‏ ‏أَمَام وَخَلْف الْمَرْء مِنْ لُطْف رَبّه ‏ ‏كَوَالِيء تَزْوِي عَنْهُ مَا هُوَ يَحْذَر ‏ ‏وَفِي رِوَايَة بِتَرْكِ التَّنْوِين فِي الثَّانِي أَيْضًا , وَتَوْجِيهه أَنَّهُ مُضَاف إِلَى فِتْنَة أَيْضًا , وَإِظْهَار حَرْف الْجَرّ بَيْن الْمُضَاف وَالْمُضَاف إِلَيْهِ جَائِز عِنْد قَوْم. وَقَوْله : "" لَا أَدْرِي أَيّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاء "" جُمْلَة مُعْتَرِضَة بَيَّنَ بِهَا الرَّاوِي أَنَّ الشَّكّ مِنْهُ هَلْ قَالَتْ لَهُ أَسْمَاء مِثْل أَوْ قَالَتْ قَرِيبًا , وَسَتَأْتِي مَبَاحِث هَذَا الْمَتْن فِي كِتَاب الْجَنَائِز إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. ‏ ‏( تَنْبِيه ) : ‏ ‏وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ هُنَا : قَالَ اِبْن عَبَّاس مَرْقَدنَا مَخْرَجنَا. وَفِي ثُبُوت ذَلِكَ نَظَر لِأَنَّهُ لَمْ يَقَع فِي الْحَدِيث لِذَلِكَ ذِكْر وَإِنْ كَانَ قَدْ يَظْهَر لَهُ مُنَاسَبَة. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعه مِنْ سُورَة يس. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!