المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (6997)]
(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (6997)]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ سَمِعَا سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ أَوْ مِنْ الْجَنَّةِ قَالُوا أَلَا نَتَّكِلُ قَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } الْآيَةَ
وَحَدِيث عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَفِيهِ "" وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلَّا كُتِبَ مَقْعَده مِنْ النَّار أَوْ مِنْ الْجَنَّة "" وَتَقَدَّمَ شَرْحه هُنَاكَ أَيْضًا وَفِيهِ "" وَفِي حَدِيث عِمْرَان الَّذِي قَبْله كُلٌّ مُيَسَّرٌ "" قَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي جَمْرَة فِي شَرْح حَدِيث أَبِي سَعِيد الْمَذْكُور فِي بَاب كَلَام اللَّه مَعَ أَهْل الْجَنَّة فِيهِ نِدَاء اللَّه تَعَالَى لِأَهْلِ الْجَنَّة بِقَرِينَةِ جَوَابهمْ "" بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْك "" وَالْمُرَاجَعَة بِقَوْلِهِ "" هَلْ رَضِيتُمْ "" وَقَوْلهمْ "" وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى "" وَقَوْله "" أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَل "" وَقَوْلهمْ "" يَا رَبّنَا وَأَيّ شَيْء أَفْضَل "" وَقَوْله "" أُحِلّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي "" فَإِنَّ ذَلِكَ كُلّه يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى هُوَ الَّذِي كَلَّمَهُمْ وَكَلَامه قَدِيم أَزَلِيّ مُيَسَّر بِلُغَةِ الْعَرَب , وَالنَّظَر فِي كَيْفِيَّته مَمْنُوع وَلَا نَقُول بِالْحُلُولِ فِي الْمُحْدَث وَهِيَ الْحُرُوف وَلَا أَنَّهُ دَلَّ عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِمَوْجُودٍ , بَلْ الْإِيمَان بِأَنَّهُ مُنَزَّل حَقٌّ مُيَسَّر بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة صِدْقٌ وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق , قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : حَاصِل الْكَلَام أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا كَانَ الْأَمْر مُقَدَّرًا فَلْنَتْرُكْ الْمَشَقَّة فِي الْعَمَل الَّذِي مِنْ أَجْلهَا سُمِّيَ بِالتَّكْلِيفِ , وَحَاصِل الْجَوَاب أَنَّ كُلّ مَنْ خُلِقَ لِشَيْءٍ يُسِّرَ لِعَمَلِهِ فَلَا مَشَقَّة مَعَ التَّيْسِير , وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ أَرَادُوا أَنْ يَتَّخِذُوا مَا سَبَقَ حُجَّة فِي تَرْك الْعَمَل فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ هُنَا أَمْرَيْنِ لَا يُبْطِل أَحَدهمَا الْآخَر : بَاطِن وَهُوَ مَا اِقْتَضَاهُ حُكْم الرُّبُوبِيَّة , وَظَاهِر وَهُوَ السِّمَة اللَّازِمَة بِحَقِّ الْعُبُودِيَّة وَهُوَ أَمَارَة لِلْعَاقِبَةِ فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الْعَمَل فِي الْعَاجِل يَظْهَر أَثَره فِي الْآجِل وَأَنَّ الظَّاهِر لَا يُتْرَك لِلْبَاطِنِ. قُلْت : وَكَأَنَّ مُنَاسَبَة هَذَا الْبَاب لِمَا قَبْله مِنْ جِهَة الِاشْتِرَاك فِي لَفْظ التَّيْسِير وَاَللَّه أَعْلَم.