موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (6929)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (6929)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو صَالِحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ اللَّهُ ‏ ‏يَا ‏ ‏آدَمُ ‏ ‏فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ ‏


حَدِيث أَبِي سَعِيد فِي بَعْث النَّار ذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا , وَقَدْ مَضَى شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي أَوَاخِر الرِّقَاق , ‏ ‏وَقَوْله "" يَقُول اللَّه يَا آدَم "" ‏ ‏فِي رِوَايَة التَّفْسِير "" يَقُول اللَّه يَوْم الْقِيَامَة يَا آدَم "". ‏ ‏قَوْله ( فَيُنَادِي بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتك بَعْثًا إِلَى النَّار ) ‏ ‏هَذَا آخِر مَا أَوْرَدَ مِنْهُ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيق , وَقَدْ أَخْرَجَهُ بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِير سُورَة الْحَجّ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُور هُنَا وَوَقَعَ "" فَيُنَادِي "" مَضْبُوطًا لِلْأَكْثَرِ بِكَسْرِ الدَّال , وَفِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ بِفَتْحِهَا عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ وَلَا مَحْذُور فِي رِوَايَة الْجُمْهُور , فَإِنَّ قَرِينَة قَوْله "" إِنَّ اللَّه يَأْمُرك "" تَدُلّ ظَاهِرًا عَلَى أَنَّ الْمُنَادِي مَلَك يَأْمُرهُ اللَّه بِأَنْ يُنَادِي بِذَلِكَ , وَقَدْ طَعَنَ أَبُو الْحَسَن بْن الْفَضْل فِي صِحَّة هَذِهِ الطَّرِيق , وَذَكَرَ كَلَامهمْ فِي حَفْص بْن غِيَاث , وَأَنَّهُ اِنْفَرَدَ بِهَذَا اللَّفْظ عَنْ الْأَعْمَش , وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فَقَدْ وَافَقَهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ عَنْ الْأَعْمَش أَخْرَجَهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي كِتَاب السُّنَّة لَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُحَارِبِيّ , وَاسْتَدَلَّ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب خَلْق أَفْعَال الْعِبَاد عَلَى أَنَّ اللَّه يَتَكَلَّم كَيْف شَاءَ وَأَنَّ أَصْوَات الْعِبَاد مُؤَلَّفَة حَرْفًا حَرْفًا فِيهَا التَّطْرِيب - بِالْهَمْزِ - وَالتَّرْجِيع , بِحَدِيثِ أُمّ سَلَمَة ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيق يَعْلَى بْن مَمْلَك بِفَتْحِ الْمِيم وَاللَّام بَيْنهمَا مِيم سَاكِنَة ثُمَّ كَاف , أَنَّهُ سَأَلَ أُمّ سَلَمَة عَنْ قِرَاءَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَاته فَذَكَرَ الْحَدِيث , وَفِيهِ وَنَعَتَتْ قِرَاءَته فَإِذَا قِرَاءَته حَرْفًا حَرْفًا وَهَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيْرهمَا , وَاخْتَلَفَ أَهْل الْكَلَام فِي أَنَّ كَلَام اللَّه هَلْ هُوَ بِحَرْفٍ وَصَوْت أَوْ لَا , فَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَة : لَا يَكُون الْكَلَام إِلَّا بِحَرْفٍ وَصَوْت وَالْكَلَام الْمَنْسُوب إِلَى اللَّه قَائِم بِالشَّجَرَةِ , وَقَالَتْ الْأَشَاعِرَة كَلَام اللَّه لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا صَوْت وَأَثْبَتَتْ الْكَلَام النَّفْسِيّ , وَحَقِيقَته مَعْنًى قَائِم بِالنَّفْسِ وَإِنْ اِخْتَلَفَتْ عَنْهُ الْعِبَارَة كَالْعَرَبِيَّةِ وَالْعَجَمِيَّة , وَاخْتِلَافهَا لَا يَدُلّ عَلَى اِخْتِلَاف الْمُعَبَّر عَنْهُ , وَالْكَلَام النَّفْسِيّ هُوَ ذَلِكَ الْمُعَبَّر عَنْهُ , وَأَثْبَتَتْ الْحَنَابِلَة أَنَّ اللَّه مُتَكَلِّم بِحَرْفٍ وَصَوْت , أَمَّا الْحُرُوف فَلِلتَّصْرِيحِ بِهَا فِي ظَاهِر الْقُرْآن , وَأَمَّا الصَّوْت فَمَنْ مَنَعَ قَالَ : إِنَّ الصَّوْت هُوَ الْهَوَاء الْمُنْقَطِع الْمَسْمُوع مِنْ الْحَنْجَرَة , وَأَجَابَ مَنْ أَثْبَتَهُ بِأَنَّ الصَّوْت الْمَوْصُوف بِذَلِكَ هُوَ الْمَعْهُود مِنْ الْآدَمِيِّينَ كَالسَّمْعِ وَالْبَصَر , وَصِفَات الرَّبّ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا يَلْزَم الْمَحْذُور الْمَذْكُور مَعَ اِعْتِقَاد التَّنْزِيه وَعَدَم التَّشْبِيه , وَأَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَكُون مِنْ غَيْر الْحَنْجَرَة فَلَا يَلْزَم التَّشْبِيه , وَقَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي كِتَاب السُّنَّة : سَأَلْت أَبِي عَنْ قَوْم يَقُولُونَ لَمَّا كَلَّمَ اللَّه مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّم بِصَوْتٍ , فَقَالَ لِي أَبِي : بَلْ تَكَلَّمَ بِصَوْتٍ , هَذِهِ الْأَحَادِيث تُرْوَى كَمَا جَاءَتْ وَذَكَرَ حَدِيث اِبْن مَسْعُود وَغَيْره. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!