موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (530)]

البخاري
مسلم
أبو داود
الترمذي
النسائي
ابن ماجة
الدارمي
الموطأ
المسند

(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (530)]

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْوَارِثِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْحُسَيْنِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَا تَغْلِبَنَّكُمْ ‏ ‏الْأَعْرَابُ ‏ ‏عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ الْمَغْرِبِ قَالَ ‏ ‏الْأَعْرَابُ ‏ ‏وَتَقُولُ هِيَ الْعِشَاءُ ‏


‏ ‏قَوْله : ( عَبْد الْوَارِث ) ‏ ‏هُوَ اِبْن سَعِيد التَّنُّورِيُّ , ‏ ‏وَقَوْله : ( عَنْ الْحُسَيْن ) ‏ ‏هُوَ الْمُعَلِّمُ. ‏ ‏قَوْله : ( حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه الْمُزَنِيُّ ) ‏ ‏كَذَا لِلْأَكْثَرِ لَمْ يَذْكُر اِسْم أَبِيهِ , زَادَ فِي رِوَايَة كَرِيمَةَ هُوَ اِبْن مُغَفَّلٍ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاء الْمُشَدَّدَة , وَكَذَلِكَ وَقَعَ مَنْسُوبًا بِذِكْرِ أَبِيهِ فِي رِوَايَة عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد الْوَارِث عَنْ أَبِيهِ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيْره , وَالْإِسْنَاد كُلّه بَصْرِيُّونَ. ‏ ‏قَوْله : ( لَا تَغْلِبَنَّكُمْ ) ‏ ‏قَالَ الطِّيبِيُّ : يُقَال غَلَبَهُ عَلَى كَذَا غَصَبَهُ مِنْهُ أَوْ أَخَذَهُ مِنْهُ قَهْرًا , وَالْمَعْنَى لَا تَتَعَرَّضُوا لِمَا هُوَ مِنْ عَادَتِهِمْ مِنْ تَسْمِيَة الْمَغْرِب بِالْعِشَاءِ وَالْعِشَاء بِالْعَتَمَةِ فَيَغْصِبْ مِنْكُمْ الْأَعْرَاب اِسْم الْعِشَاء الَّتِي سَمَّاهَا اللَّه بِهَا. قَالَ : فَالنَّهْي عَلَى الظَّاهِر لِلْأَعْرَابِ وَعَلَى الْحَقِيقَة لَهُمْ. وَقَالَ غَيْره : مَعْنَى الْغَلَبَة أَنَّكُمْ تُسَمُّونَهَا اِسْمًا وَهُمْ يُسَمُّونَهَا اِسْمًا , فَإِنْ سَمَّيْتُمُوهَا بِالِاسْمِ الَّذِي يُسَمُّونَهَا بِهِ وَافَقْتُمُوهُمْ , وَإِذَا وَافَقَ الْخَصْم خَصْمه صَارَ كَأَنَّهُ اِنْقَطَعَ لَهُ حَتَّى غَلَبَهُ , وَلَا يَحْتَاج إِلَى تَقْدِير غَصَبَ وَلَا أَخَذَ. وَقَالَ التوربشتي : الْمَعْنَى لَا تُطْلِقُوا هَذَا الِاسْم عَلَى مَا هُوَ مُتَدَاوَل بَيْنَهُمْ فَيَغْلِب مُصْطَلَحُهُمْ عَلَى الِاسْم الَّذِي شَرَعْته لَكُمْ. وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ : الْأَعْرَاب مَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْبَادِيَة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا , وَالْعَرَبِيّ مَنْ يَنْتَسِب إِلَى الْعَرَب وَلَوْ لَمْ يَسْكُن الْبَادِيَة. ‏ ‏قَوْله : ( عَلَى اِسْم صَلَاتِكُمْ ) ‏ ‏التَّعْبِير بِالِاسْمِ يُبْعِدُ قَوْل الْأَزْهَرِيِّ أَنَّ الْمُرَاد بِالنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ أَنْ لَا تُؤَخَّرَ صَلَاتُهَا عَنْ وَقْت الْغُرُوب , وَكَذَا قَوْل اِبْن الْمُنِير : السِّرُّ فِي النَّهْي سَدُّ الذَّرِيعَة لِئَلَّا تُسَمَّى عِشَاءً فَيُظَنَّ اِمْتِدَادُ وَقْتهَا عَنْ غُرُوب الشَّمْس أَخْذًا مِنْ لَفْظ الْعِشَاء ا ه. وَكَأَنَّهُ أَرَادَ تَقْوِيَة مَذْهَبه فِي أَنَّ وَقْت الْمَغْرِب مُضَيَّقٌ , وَفِيهِ نَظَرٌ , إِذْ لَا يَلْزَم مِنْ تَسْمِيَتهَا الْمَغْرِب أَنْ يَكُون وَقْتهَا مُضَيَّقًا , فَإِنَّ الظُّهْر سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اِبْتِدَاء وَقْتهَا عِنْد الظَّهِيرَة وَلَيْسَ وَقْتهَا مُضَيَّقًا بِلَا خِلَاف. ‏ ‏قَوْله : ( قَالَ وَتَقُول الْأَعْرَاب هِيَ الْعِشَاء ) ‏ ‏سِرُّ النَّهْي عَنْ مُوَافَقَتِهِمْ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ لَفْظَ الْعِشَاء لُغَةً هُوَ أَوَّل ظَلَامِ اللَّيْل , وَذَلِكَ مِنْ غَيْبُوبَة الشَّفَق , فَلَوْ قِيلَ لِلْمَغْرِبِ عِشَاء لَأَدَّى إِلَى أَنَّ أَوَّل وَقْتهَا غَيْبُوبَة الشَّفَق , وَقَدْ جَزَمَ الْكَرْمَانِيُّ بِأَنَّ فَاعِل قَالَ هُوَ عَبْد اللَّه الْمُزَنِيُّ رَاوِي الْحَدِيث , وَيَحْتَاج إِلَى نَقْلٍ خَاصّ لِذَلِكَ وَإِلَّا فَظَاهِر إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنَّهُ مِنْ تَتِمَّة الْحَدِيث , فَإِنَّهُ أَوْرَدَهُ بِلَفْظِ "" فَإِنَّ الْأَعْرَاب تُسَمِّيهَا "" وَالْأَصْل فِي مِثْل هَذَا أَنْ يَكُون كَلَامًا وَاحِدًا حَتَّى يَقُوم دَلِيل عَلَى إِدْرَاجه. ‏ ‏( فَائِدَةٌ ) : ‏ ‏لَا يَتَنَاوَل النَّهْيُ تَسْمِيَةَ الْمَغْرِب عِشَاء عَلَى سَبِيل التَّغْلِيب كَمَنْ قَالَ مَثَلًا : صَلَّيْت الْعِشَاءَيْنِ , إِذَا قُلْنَا إِنَّ حِكْمَة النَّهْي عَنْ تَسْمِيَتهَا عِشَاء خَوْف اللَّبْس لِزَوَالِ اللَّبْس فِي الصِّيغَة الْمَذْكُورَة , وَاَللَّه أَعْلَم. ‏ ‏( تَنْبِيهٌ ) ‏ ‏أَوْرَدَ الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدِيث الْبَاب مِنْ طَرِيق عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد الْوَارِث عَنْ أَبِيهِ , وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي لَفْظ الْمَتْن فَقَالَ هَارُونُ الْحَمَّالُ عَنْهُ كَرِوَايَةِ الْبُخَارِيّ. ‏ ‏قُلْت : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي مُسْنَده وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْر بْن حَرْب عِنْد أَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجه وَغَيْرُ وَاحِد عَنْ عَبْد الصَّمَد , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ اِبْن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحه عَنْ عَبْد الْوَارِث بْن عَبْد الصَّمَد عَنْ أَبِيهِ ا ه. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الرَّازِيُّ عَنْ عَبْد الصَّمَد "" لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَاب عَلَى اِسْم صَلَاتكُمْ فَإِنَّ الْأَعْرَاب تُسَمِّيهَا عَتَمَة "" قُلْت : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز الْبَغَوِيُّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْهُ , وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجه عَنْ الطَّبَرَانِيِّ كَذَلِكَ , وَجَنَحَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِلَى تَرْجِيح رِوَايَة أَبِي مَسْعُود لِمُوَافَقَتِهِ حَدِيث اِبْن عُمَر - يَعْنِي الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِم - كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي صَدْرِ الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ. وَاَلَّذِي يَتَبَيَّن لِي أَنَّهُمَا حَدِيثَانِ : أَحَدهمَا فِي الْمَغْرِب , وَالْآخَرُ فِي الْعِشَاء , كَانَا جَمِيعًا عِنْد عَبْد الْوَارِث بِسَنَدٍ وَاحِدٍ , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم. ‏



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!