المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (430)]
(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (430)]
حَدَّثَنَا خَلَّادٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا قَالَ إِنْ شِئْتِ فَعَمِلَتْ الْمِنْبَرَ
قَوْله : ( حَدَّثَنَا خَلَّادٌ ) هُوَ اِبْن يَحْيَى , وَأَيْمَنُ بِوَزْنٍ أَفْعَلَ وَهُوَ الْحَبَشِيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُوم. قَوْله : ( أَنَّ اِمْرَأَةً ) هِيَ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي حَدِيث سَهْلٍ فَإِنْ قِيلَ ظَاهِر سِيَاقِ حَدِيثِ جَابِر مُخَالِف لِسِيَاقِ حَدِيثِ سَهْلٍ ; لِأَنَّ فِي هَذَا أَنَّهَا اِبْتَدَأَتْ بِالْعَرْضِ وَفِي حَدِيثِ سَهْلٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْهَا يَطْلُبُ ذَلِكَ , أَجَابَ اِبْنُ بَطَّالٍ بِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ الْمَرْأَة اِبْتَدَأَتْ بِالسُّؤَالِ مُتَبَرِّعَة بِذَلِكَ فَلَمَّا حَصَلَ لَهَا الْقَبُولُ أَمْكَنَ أَنْ يُبْطِئَ الْغُلَام بِعَمَلِهِ فَأَرْسَلَ يَسْتَنْجِزُهَا إِتْمَامَهُ لِعِلْمِهِ بِطِيب نَفْسهَا بِمَا بَذَلَتْهُ. قَالَ : وَيُمْكِنُ إِرْسَالُهُ إِلَيْهَا لِيَعْرِفَهَا بِصِفَةِ مَا يَصْنَعُهُ الْغُلَامُ مِنْ الْأَعْوَادِ وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْبَرًا. قُلْت : قَدْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظ "" أَلَا أَجْعَلُ لَك مُنِيرًا "" فَلَعَلَّ التَّعْرِيفَ وَقَعَ بِصِفَةٍ لِلْمِنْبَرِ مَخْصُوصَة. أَوْ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمَّا فَوَّضَ إِلَيْهَا الْأَمْر بِقَوْلِهِ لَهَا "" إِنْ شِئْت "" كَانَ ذَلِكَ سَبَب الْبُطْءِ , لَا أَنَّ الْغُلَام كَانَ شَرَعَ وَأَبْطَأَ وَلَا أَنَّهُ جَهِلَ الصِّفَة , وَهَذَا أَوْجَه الْأَوْجُه فِي نَظَرِي. قَوْله : ( أَلَا أَجْعَلُ لَك ) أَضَافَتْ الْجَعْل إِلَى نَفْسِهَا مَجَازًا. قَوْله : ( فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا ) فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ "" فَإِنِّي لِي غُلَام نَجَّار "" وَقَدْ اِخْتَصَرَ الْمُؤَلِّفُ هَذَا الْمَتْن أَيْضًا , وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ قَبُول الْبَذْلِ إِذَا كَانَ بِغَيْرِ سُؤَالٍ وَاسْتِنْجَاز الْوَعْد مِمَّنْ يُعْلَمُ مِنْهُ الْإِجَابَةُ وَالتَّقَرُّب إِلَى أَهْلِ الْفَضْلِ بِعَمَلِ الْخَيْرِ , وَسَيَأْتِي بَقِيَّة فَوَائِدِهِ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.



