المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (374)]
(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (374)]
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَسُئِلَ فَقَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ لِأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ
قَوْله : ( سَمِعْت إِبْرَاهِيم ) هُوَ النَّخَعِيُّ , وَفِي الْإِسْنَاد ثَلَاثَة مِنْ التَّابِعِينَ كُوفِيُّونَ إِبْرَاهِيم وَشَيْخه وَالرَّاوِي عَنْهُ. قَوْله : ( ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ) , ظَاهِر فِي أَنَّهُ صَلَّى فِي خُفَّيْهِ ; لِأَنَّهُ لَوْ نَزَعَهُمَا بَعْد الْمَسْح لَوَجَبَ غَسْل رِجْلَيْهِ , وَلَوْ غَسَلَهُمَا لَنُقِلَ. قَوْله : ( فَسُئِلَ ) , ولِلطَّبَرَانِيّ مِنْ طَرِيق جَعْفَر بْن الْحَارِث عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ السَّائِل لَهُ عَنْ ذَلِكَ هُوَ هَمَّام الْمَذْكُور , وَلَهُ مِنْ طَرِيق زَائِدَة عَنْ الْأَعْمَش "" فَعَابَ عَلَيْهِ ذَلِكَ رَجُل مِنْ الْقَوْم "". قَوْله : ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ يُعْجِبهُمْ ) زَادَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش "" كَانَ يُعْجِبهُمْ هَذَا الْحَدِيث "" وَمِنْ طَرِيق عِيسَى بْن يُونُس عَنْهُ "" فَكَانَ أَصْحَاب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يُعْجِبهُمْ "". قَوْله : ( مِنْ آخِر مَنْ أَسْلَمَ ) وَلِمُسْلِمٍ "" ; لِأَنَّ إِسْلَام جَرِير كَانَ بَعْد نُزُول الْمَائِدَة "" وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق أَبِي زُرْعَة بْن عَمْرو بْن جَرِير فِي هَذِهِ الْقِصَّة "" قَالُوا إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ - أَيْ مَسْح النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ - قَبْل نُزُول الْمَائِدَة , فَقَالَ جَرِير : مَا أَسْلَمْت إِلَّا بَعْد نُزُول الْمَائِدَة "" وَعِنْد الطَّبَرَانِيّ مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ جَرِير "" إِنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي حِجَّة الْوَدَاع "" وَرَوَى التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق شَهْر بْن حَوْشَبٍ قَالَ : رَأَيْت جَرِير بْن عَبْد اللَّه فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث الْبَاب , قَالَ "" فَقُلْت لَهُ أَقَبْلَ الْمَائِدَة أَمْ بَعْدهَا ؟ قَالَ : مَا أَسْلَمْت إِلَّا بَعْد الْمَائِدَة "" قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث مُفَسِّر ; لِأَنَّ بَعْض مَنْ أَنْكَرَ الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ تَأَوَّلَ أَنَّ مَسْح النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَبْل نُزُول آيَة الْوُضُوء الَّتِي فِي الْمَائِدَة فَيَكُون مَنْسُوخًا , فَذَكَرَ جَرِير فِي حَدِيثه أَنَّهُ رَآهُ يَمْسَح بَعْد نُزُول الْمَائِدَة , فَكَانَ أَصْحَاب اِبْن مَسْعُود يُعْجِبهُمْ حَدِيث جَرِير ; لِأَنَّ فِيهِ رَدًّا عَلَى أَصْحَاب التَّأْوِيل الْمَذْكُور. وَذَكَرَ بَعْض الْمُحَقِّقِينَ أَنَّ إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي آيَة الْوُضُوء - وَهِيَ قِرَاءَة الْخَفْض - دَالَّة عَلَى الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ , وَقَدْ تَقَدَّمَتْ سَائِر مَبَاحِثه فِي كِتَاب الْوُضُوء.



