المكتبة الأكبرية: موسوعة الحديث الشريف: (صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (297)]
(صحيح البخاري) - [الحديث رقم: (297)]
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ
قَوْله : ( حَدَّثَنَا أَصْبَغ ) هُوَ وَشَيْخه وَشَيْخ شَيْخه الثَّلَاثَة مِصْرِيُّونَ , وَالْبَاقُونَ وَهُمْ ثَلَاثَة أَيْضًا مَدَنِيُّونَ. قَوْله : ( كَانَتْ إِحْدَانَا ) أَيْ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُنَّ كُنَّ يَصْنَعْنَ ذَلِكَ فِي زَمَنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِهَذَا يَلْتَحِق هَذَا الْحَدِيث بِحُكْمِ الْمَرْفُوع , وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث أَسْمَاء الَّذِي قَبْله , قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : حَدِيث عَائِشَة يُفَسِّر حَدِيث أَسْمَاء وَأَنَّ الْمُرَاد بِالنَّضْحِ فِي حَدِيث أَسْمَاء الْغَسْل , وَأَمَّا قَوْل عَائِشَة "" وَتَنْضَح عَلَى سَائِره "" فَإِنَّمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ دَفْعًا لِلْوَسْوَسَةِ ; لِأَنَّهُ قَدْ بَانَ سِيَاق حَدِيثهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِل الدَّم لَا بَعْضه , وَفِي قَوْلهَا "" ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ "" إِشَارَة إِلَى اِمْتِنَاع الصَّلَاة فِي الثَّوْب النَّجِس. قَوْله : ( ثُمَّ تَقْتَرِص الدَّم ) بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَة بِوَزْنِ تَفْتَعِل أَيْ تَغْسِلهُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعهَا. وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : مَعْنَاهُ تَقْتَطِع كَأَنَّهَا تَحُوزهُ دُون بَاقِي الْمَوَاضِع , وَالْأَوَّل أَشْبَهُ بِحَدِيثِ أَسْمَاء. قَوْله : ( عِنْد طُهْرهَا ) كَذَا فِي أَكْثَر الرِّوَايَات , وَلِلْمُسْتَمْلِي وَالْحَمَوِيّ "" عِنْد طُهْره "" أَيْ الثَّوْب , وَالْمَعْنَى عِنْد إِرَادَة تَطْهِيره. وَفِيهِ جَوَاز تَرْك النَّجَاسَة فِي الثَّوْب عِنْد عَدَم الْحَاجَة إِلَى تَطْهِيره.



