البحث داخل الكتاب
عرض الصفحة 205 - -
|
كتاب فصوص الحكمللشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة ....
|
|
|
ا |

|
 |
|
|
- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 205
هذه المرتبة «1» في العطايا فقال «إني لأعطي الرجل وغيرُهُ أَحب إليّ منه مخافة أن يكبه الله في النار». فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبْع. فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خِلْعَة أدنى الفهوم ليقف من لا غوْصَ «2» له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة. ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحِكَم- بما استوجب هذا- «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا. ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم «3» من هو بهذه المثابة، عمدوا «4» في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك «5» الخاص والعام، فيفهَم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه «6» خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى «7» المبلغون «8» العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ»، ولم يقل ففررت منكم حباً في السلامة والعافية. فجاء إلى مدين فوجد الجاريتين «فَسَقى لَهُما» من غير أجر، «ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ» الإلهي فقال «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» فجعل عين عمله «9» السقي عين الخير الذي أنزله الله إليه، ووصف نفسه بالفقر إلى الله في الخير الذي عنده. فأراد الخضر إقامة الجدار من غير أجر فعتبه «10» على ذلك، فذكره سقايته من غير أجر، إلى غير ذلك مما لم «11» يذكر حتى تمنى صلى الله عليه وسلم أن يسكت موسى عليه السلام ولا يعترض حتى يقص «12» الله عليه من أمرهم
(1) ا: الرتبة (2) ا: غرض. ن: عرض (3) ب: وفي أمتهم. ن: وأمتهم (4) ب: عهدو (5) ن: الاشتراك (6) ن: ساقطة (7) ن: واكتفى. (8) ا: المتلقون (9) ا: علمه (10) ن: فعيبه (11) ن: ساقطة (12) ب: يقضي.
- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 205 |
|
|
ا |

|
 |
|
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!