المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
![]() |
![]() |
ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا ويطلب منه غرضا فإن المحب من يبذل لك , ليس المحب من يبذل له .
لَيْسَ المُحِبُّ الَّذِي يَرْجُو مِنْ مَحْبُوبِهِ عِوَضاً وَيَطْلُبُ مِنْهُ غَرضاً فَإِنَّ المُحِبَّ مَنْ يَبْذُلُ لَكَ , لَيْسَ المُحِبُّ مَنْ يُبْذَلُ لَهُ .
يعني ليس المحب الحقيقي هو الذي يرجو من محبوبه عوضاً على أعماله كدخول الجنة أو النجاة من النار أو يطلب منه غرضاً من الأغراض الدنيوية أو الأخروية . فإن المحب الحقيقي من يبذل لك - بفتح التحتية وضم المعجمة بينهما موحدة - أي يعطيك . كما قال القائل: .
إن المحب إذا أحب حبيبه تلقاه يبذل فيه ما لا يبذل .
ولابن الفارض: .
ما لي سوى روحي وباذل نفسه في حب من يهواه ليس بمسرف .
فلئن رضيت بها لقد أسعفتني يا خيبة المسعى إذا لم تسعف .
وقال أبو عبد الله القرشي: حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببته حتى لا يبقى لك منك شيء . وما ألطف قول بعضهم: .
لئن بقيت في العين مني قطرة فإني إذاً في العاشقين ذليل .
وقوله: ( ليس المحب ) أي الحقيقي ( من تبذل له ) لأن المحبة الحقيقية أخذ خصال المحبوب لحبة قلب المحب فلا يكون عنده التفات لغير محبوبه . فمن عبده تعالى لجنته فليس محباً له بل للجنة . كما قال بعضهم: .
وما أنا بالباغي عن الحب رشوة ضعيف هوى يرجو عليه ثواباً.
![]() |
![]() |