المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
![]() |
![]() |
أباح لك أن تنظر ما فى المكونات وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات : {قل انظروا ماذا في السماوات} فتح لك باب الإفهام ولم يقل : انظروا السموات ؛ لئلا يدلك على وجود الأجرام.
أَبَاحَ لَكَ أَنْ تَنْظُرَ مَا فِى الْمُكَوَّنَاتِ وَمَا أَذِنَ لَكَ أَنْ تَقِفَ مَعَ ذَوَاتِ الْمُكَوَّنَاتِ : {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ} فَتَحَ لَكَ بَابَ الإِفْهَامِ وَلَمْ يَقُلْ : انْظُرُوا السَّمَوَاتِ ؛ لِئَلاَّ يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ الأَجْرَامِ.
يعني: أمرك الله تعالى أن تنظر ما في المكونات من آثار قدرته وبدائع صنعته لتستدل بذلك على آثار الأسماء والصفات . وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات فإنه سبحانه ما نصب لك الكائنات لتراها بل لترى فيها مولاها . كما قيل في ذلك: .
ما أبينت لك العوالم إلا لتراها بعين من لا يراها .
فارق عنها رقي من ليس يرضى حالة دون أن يرى مولاها .
فقوله سبحانه: { انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ } ب ( في الظرفية ) المشعرة بأن الاعتبار بالمظروف دون الظرف فتح لك - أيها المريد - باب الأفهام فتفهم .
أنها موجودة لغيرها لا لذاتها فتنظر في الأكوان لتصل إلى معرفة الرحمن.
![]() |
![]() |