The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وجود طينته، فإِنه بحقيقته موجود، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «كنت نبياً وآدم بين الماء والطين». وغيره من الأنبياء ما كان نبياً «1» إِلا حين بُعِثَ.

وكذلك خاتم الأولياء كان ولياً وآدم بين الماء والطين، وغيره من الأولياء ما كان ولياً إِلا بعد تحصيله شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية في الاتصاف بها من كون الله تعالى تسمّى «بالولي الحميد «2»». فخاتم الرسل من حيث ولايته، نسبته‏ «3» مع الخاتم للولاية نسبة الأنبياء والرسل معه، فإِنه الولي الرسول النبي.

وخاتم الأولياء الولي الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب. وهو حسنة من حسنات خاتم المرسل محمد صلى الله عليه وسلم مقدَّمِ الجماعة وسيد ولد آدم في فتح باب الشفاعة. فعيّن حالًا خاصاً ما عمم. وفي هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهية «7»، فإِن الرحمن ما شفع‏ «4» عند المنتقم في أهل البلاء إِلا بعد شفاعة الشافعين. ففاز محمد صلى الله عليه وسلم بالسيادة في هذا المقام الخاص. فمن فهم المراتب والمقامات لم يعسر عليه قبول مثل هذا الكلام.

وأما المنح الأسمائية: فاعلم‏ «5» أن مَنْحَ الله تعالى خلقه رحمةٌ منه بهم، وهي كلها من الأسماء. فإِما رحمة خالصة كالطيِّب من الرزق اللذيذ في الدنيا الخالص يوم القيامة، ويعطى ذلك الاسمُ الرحمنُ. فهو عطاء رحماني. وإِما رحمة «6» ممتزجة كشرب الدواء الكرِهِ الذي يعقب شربه الراحةُ، وهو عطاء إِلهي، فإِن العطاء الإلهي لا يتمكن إِطلاق عطائه منه من غير أن يكون على يدي سادن من سدنة الأسماء. فتارة يعطي الله العبد على يدي الرحمن فيَخْلُصُ العطاء من الشوب الذي‏ «7» لا يلائم الطبع في الوقت أوْ لا يُنِيلُ الغرض وما أشبه ذلك. وتارة يعطي االله‏


(1) ن: ساقطة

(2) ن: الحميد الجميل‏

(3) ن: نسبه‏

(4) ب يشفع‏

(5) ن: اعلم‏

(6) ن: رحمة به‏

(7) ب: ساقطة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!