موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


نفسَه‏ «1» فسوَّاه وعَدَله ونفخ فيه من روحه الذي هو نَفَسُهُ، فظاهره خلق وباطنه حق. ولهذا وصفه بالتدبير لهذا الهيكل، فإنه تعالى به‏ «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ» وهو العلو، «إِلَى الْأَرْضِ»، وهو أسفل سافلين، لأنها أسفل الأركان كلها. وسماهن بالنساء وهو جمع لا واحد له من لفظه، ولذلك قال عليه السلام «حُبِّب إلي من دنياكم ثلاث: النساء» ولم يقل المرأة، فراعى تأخرهن في في الوجود عنه‏ «2»، فإن النُّسْأة «3» هي التأخير قال تعالى‏ «إِنَّمَا النَّسِي‏ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ». والبيع بنسيئة يقول بتأخير، ولذلك‏ «4» ذكر النساء. فما أحبهن إلا بالمرتبة وأنهن محل الانفعال‏ «5» فهن له كالطبيعة للحق التي فتح فيها صور العالم بالتوجه الإرادي والأمر الإلهي الذي هو نكاح في عالم الصور العنصرية، وهمة في عالم الأرواح النورية، وترتيب مقدمات في المعاني للإنتاج. وكل ذلك نكاح الفردية الأولى في كل وجه من هذه الوجوه. فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي، ومن أحبهن على جهة الشهوة الطبيعية خاصة نقصه علم هذه الشهوة، فكان صورة بلا روح عنده، وإن كانت تلك الصورة في نفس الأمر ذاتَ روح ولكنها غير مشهودة لمن جاء لامرأته- أو لأنثى حيث كانت- لمجرد «6» الالتذاذ، ولكن لا يدري‏ «7» لمن. فجهل من نفسه ما يجهل الغير منه ما لم يسمِّه هو «8» بلسانه حتى يُعْلم كما قال بعضهم:

صح عند الناس أني عاشق‏ غير أن لم يعرفوا عشقي لمن‏


(1) ب: فيرى فيه صورته بل نفسه وقد أخذ بهذه القراءة معظم الشراح‏

(2) ن: ساقطة

(3) ب: المنشأة. ن: النسيئة

(4) «ب» و«ن»: فلذلك‏

(5) ن: للانفعال‏

(6) ن: بمجرد

(7) ب: تدري‏

(8) أي ما دام لم يسم ذلك الجاهل الأمر المتلذذ به.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!