المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
ربه النساء كما أحب الله من هو على صورته. فما وقع الحب إلا لمن تكوَّن عنه، وقد كان حبه لمن تكوَّن «1» منه وهو الحق. فلهذا قال «حُبِّبَ» ولم يقل أحببت من نفسه لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته حتى في محبته لامرأته، فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقاً إلهياً. ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة «2» العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أُمِرَ بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره، فطهره «3» بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك «8» «4». فإذا شاهد «5» الرجل الحق في المرأة كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه- من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل، وإذا شاهده «6» في «7» نفسه من غير استحضار صورة ما تكوَّن عنه كان شهوده «8» في منفعلٍ عن الحق بلا واسطة. فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة «9». فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذات غني عن العالمين.
وإذا «9» كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم «10» تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله. وأعظم الوصلة النكاح وهو نظير التوجه الإلهي على من خلقه على صورته ليخلفه «10» فيرى فيه
(1) ب: تكون الرجل
(2) ا: نشأة
(3) ن: فظهر
(4) ن: ذاك
(5) ا: شهد
(6) ا: شهده
(7) ب: من
(8) ا: شهوداً- وكان شهوده أي شهود الحق
(9) «ب» و«ن»: فإذ
(10) ا: وإن لم.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
البحث في فصوص الحكم
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!