المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
والعالم والمُقَرُّ في هذه الصورة، وهو الذي لا عارف ولا عالم، وهو المنْكَرُ في هذه الصورة الأخرى. هذا حظ من عرف الحق من التجلي والشهود في عين الجمع، فهو قوله «لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» يتنوع في تقليبه. وأما أهل الإيمان وهم المقلدة الذين قلدوا الأنبياء والرسل فيما أخبروا به عن الحق، لا من قلد أصحاب الأفكار والمتأولين الأخبار الواردة بحملها على أدلتهم العقلية، فهؤلاء الذين قلدوا الرسل صلوات الله عليهم وسلامه هم المرادون بقوله تعالى «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ» لما وردت به الأخبار «1» الإلهية على ألسنة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهو يعني هذا الذي ألقى السمع شهيد «2» ينبه على حضرة الخيال واستعمالها، وهو قوله عليه السلام في الإحسان «أن تَعبد الله كأنكَ تراه»، والله في قبلة المصلي، فلذلك «3» هو شهيد. ومن قلد صاحب نظر فكري وتقيد به فليس هو الذي ألقى السمع، فإِن هذا الذي ألقى السمع لا بد أن يكون شهيداً لما ذكرناه. ومتى لم يكن شهيداً لما ذكرناه فما هو المراد بهذه الآية. فهؤلاء «4» هم الذين قال الله فيهم «إِذْ «5» تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا» والرسل لا يتبرءون من أتباعهم الذين اتبعوهم «10». فحقِّقْ يا ولي «6» ما ذكرته لك في هذه الحكمة القلبية. وأما اختصاصها بشُعَيْب، لما فيها من التشعب، أي شعبها لا تنحصر، لأن كل اعتقاد شعبة فهي شعب كلها، أعني الاعتقادات فإِذا انكشف الغطاء انكشف لكل أحد بحسب معتقده، وقد ينكشف بخلاف معتقده في الحكم، وهو قوله «وَ بَدا لَهُمْ مِنَ الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ». فأكثرها في الحكم كالمعتزلي يعتقد في الله نفوذ الوعيد في العاصي «7» إِذا مات على غير توبة. فإِذا مات
(1) ا: الإخبارات
(2) ن: وهو شهيد
(3) ن: فذلك
(4) في المخطوطات الثلاثة فهؤلائك
(5) ن: إِن
(6) ا: صححت إِلى كلمة تشبه تأويل
(7) ن: المعاصي.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
البحث في فصوص الحكم
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!