موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فَمَن ثَمَّ وما ثمه‏ وعين ثم هو ثمه‏

فمن قد عمه خصه‏ ومن قد خصه عمَّه‏

فما عين سوى عين‏ فنور عينه ظلمه‏

فمن يغفل عن هذا يجد في نفسه غمه‏

وما يعرف ما قلنا «1» سوى عبد له همه «9»

«إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإِن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضُهم بِبعض ويَلعَنُ بعضهُم بعضَاً وما لَهُمْ مِنْ نَاصرين. فإِن إِله‏ «2» المعتقِد ما له حكم في إِله‏ «3» المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذُبُّ عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إِلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا «4» المنازع ما له نصرة من إِلهه الذي في اعتقاده، فَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِين، فنفى الحق النُّصْرَة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذي لا ينكر.

فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. فلهذا قال‏ «لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» فَعَلِمَ تقلب الحق في الصور بتقليبه في الأشكال. فمن نفسه عرف نَفْسَه‏ «5»، وليست نفسه بغير لهوية الحق، ولا شي‏ء من الكون مما هو كائن‏ «6» ويكون بغيرٍ لهوية الحق، بل هو عين الهوية. فهو العارف‏


(1) «ا» و«ن»: قلناه‏

(2) ب: الإله‏

(3) ب: الإله‏

(4) «ا» و«ن»: ول

(5) ن: فمن عرف نفسه عرف ربه‏

(6) «ا» و«ن»: ساقطة


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!