موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أوله‏ «1» العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضاً تحديد. ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء «2» الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه مَعَنَا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عينا. ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ حدٌ أيضاً إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. ومَنْ تميز عن المحدود فهو محدود بكونه ليس‏ «3» عين هذا المحدود. فالإطلاق عن التقيد تقييد «4»، والمطلق مقيد بالإطلاق لمن فهم. وإن جعلنا الكاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ» على نفي المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد كل محدود «5». فما يُحَدُّ شي‏ء إلا وهو الحق. فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدَعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود. فهو عين الوجود، «و هو عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَفِيظٌ»* بذاته، «وَ لا يَؤُدُهُ» حفظ شي‏ء. فحفظه تعالى للأشياء كلها حفظه لصورته أن يكون الشي‏ء غير صورته‏ «6». ولا يصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود. فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له فهو الإنسان الكبير.

فهو الكون كله‏ وهو الواحد الذي‏

قام كوني بكونه‏ ولذا قلت يغتذي‏

فوجودي غذاؤه‏ وبه نحن نحتذي‏

فبِهِ منه إن نظرت‏ بوجهٍ تعوذي «11»


(1) ب: أوله

(2) ب: سماء

(3) ب: ليس هو عين‏

(4) تقيد

(5) ن: بكل حد محدود

(6) أي حفظه لصورته عن أن يوجد الشي‏ء على خلاف صورته.

وقد ذكر جامي «عن» صراحة في النص الذي شرحه ج 1 ص 78 فقرأ «عن أن يوجد إلخ»


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!