موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وقد طبع هذا الدين في القاهرة سنة 1270/1854 ثم طبع طبعات حديثة كثيرة، كما توجد له بعض الشروحات.[1]

قراءة كتاب التنزلات الموصلية (دمشق، 634/1237)

وفي هذه السنة قرأ الشيخ الأكبر كتاب التنزلات الموصلية مرة أخرى على محمد بن أبي بكر البلخي،[2] وقد تكلمنا على هذا الكتاب من قبل حيث ألفه الشيخ في الموصل أثناء زيارته لها سنة 601.

رؤيته للعز ابن عبد السلام (دمشق، ~635/1238)

يتناقل كتاب التاريخ أخباراً متناقضة حول رأي الشيخ العز بن عبد السلام بالشيخ محي الدين ابن العربي، وسوف نناقش هذه الآراء لاحقاً في الفصل الأخير إن شاء الله تعالى. ولكن يبدو من الرواية التالية، رغم أنها جرت في النوم، أن العلاقة بينهما كانت علاقة ودّ ومحبة. يذكر الشيخ محي الدين في الديوان الكبير أنه رأى في الواقعة العزّ بن عبد السلام الفقيه الشافعي وهو على مصطبة كالمدرسة يعلّم الناس المذهب، فقعد ابن العربي إلى جانبه فرأى إنسانا قد أتى إليه يسأله عن كرم الله تعالى، فكان ينشده بيتا في عموم كرم الله بعباده. فقال له الشيخ محي الدين: إن لي في هذا المعنى بيتا من قصيدة، ولكنّه لم يتذكّره في ذلك الوقت، ولكنه قال: إن الله أجرى على لساني في هذا الوقت في هذا المعنى ما أقوله لك الآن. فقال العزّ وهو يتبسّم: قل، فيقول الشيخ محي الدين أن الله أنطقه بأبيات لم تطرق سمعه من قبل، وهي:

الله أكرم أن يحظى بنعمته
وإن شقي فكآلامٍ يصيب بها
ولكنهم عالم بالله مستندٌ

الطائعون ويشقى المجرم العاصي
المؤمنين، فمن دان ومن قاصي
إليه مفلسهم وربّ أوقاص[3]

فيقول الشيخ محي الدين أن العزّ ابن عبد السلام كان يتبسم، فبينما هم كذلك إذ مرّ القاضي شمس الدين الشيرازي، فلما رأى الشيخ محي الدين نزل عن بغلته وجاء فقعد إلى جانب العزّ بن عبد السلام، ثم أقبل على الشيخ الأكبر وقال له: أريد أن تقبلني في فمي، ثم ضمّه فقبله الشيخ في فمه. فقال العزّ بن عبد السلام" ما هذا؟ فقال له الشيخ محي الدين: أنا في رؤيا، والتقبيل قبول يطلبه مني، فإنه شخص قد حسن الظن بي وقد خطر له قصر أمله وقبيح عمله واقتراب أجله. ثم قام الشيخ محي الدين فعضده حتى ركب وانصرف.[4]



[1] مؤلفات ابن عربي: ص315.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص262.

[3] الأوقاص هم الزعانف من الناس.

[4] الديوان: ص241-242.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!