موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فضربته العقرب في تلك الليلة فقال للشيخ ربيع حديثه فقال له صح الحديث فإن الله قد رفع عنك الموت فإنها ما ضربت أحداً إلا مات وقد رأيت أنا مثل هذا من نفسي لدعتني العقرب مرّة بعد مرّة في وقت واحد فما وجدت لها ألماً وكنت قد ذكرت هذه الاستعاذة إلا أنه كان في حرامي بندقتان وكنت قد سمعت أن البندق بالخاصية يدفع ألم الملسوع فلا أدري هل كان ذلك للبندق أو للدعاء أو لهما معاً إلا أنه تورم رجلي وحصل فيه خدر وبقي الورم ثلاثة أيام ولا أجد ألماً ألبتة.[1]

وقال أيضاً في أثناء حديثه عن مقام الاقتداء التام برسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم:

وما رأينا أحداً ممن رأيناه أو سمعنا عنه عمل على هذا القدم إلا رجلا كبيرا باليمن يقال له الحداد رآه الشيخ ربيع بن محمود المارديني الحطاب وأخبر أنه كان على هذا الحال من الإقتداء؛ أخبرني بذلك صاحبي الخادم عبد اللّه بدر الحبشي عن الشيخ ربيع.[2]

الشيخ أبو يحيي بن أبي بكر الصنهاجي

ويقول عنه الشيخ محي الدين في روح القدس أنه كان شيخا عارفا سائحا متجودا منقطعا صادقا صالحا مسنا وهو من أهل المعارف والإشارات والتمكين قلّ أن تلقى مثله. كانت بينه وبين ابن العربي مسائل كثيرة عن الحقائق يضيق الوقت عن ذكرها وقد ألّف ابن العربي من أجله كتاب "عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب".[3]

كتاب عنقاء مغرب

ويعدّ هذا الكتاب من الكتب الغامضة للشيخ محي الدين ابن العربي، وهو يشبه إلى حدّ كبير في بنيته وهدفه كتاب مواقع النجوم الذي سنتكلم عنه بعد قليل وكتاب التدبيرات الإلهية الذي تحدثنا عنه في الفصل الثاني، حيث يعتمد على موضوع المضاهاة بين الإنسان والعالم من جهة وبين الإنسان والأسماء الإلهية من جهة أخرى. فيقول الشيخ محي الدين في بداية هذا الكتاب في تبيين الغرض منه أنه كان قد ألّف كتابا روحانياً وإنشاءً ربّانيّاً سمّاه التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية وتكلّم فيه على أن الإنسان عالم صغير مسلوخ من العالم الكبير؛ فكلّ ما ظهر في الكون الأكبر فهو في هذا العين الأصغر. ثم يقول ابن العربي أنه لم يتكلّم في ذلك الكتاب على مضاهاة الإنسان بالعالم على الإطلاق ولكن على ما يقابله من جهة الخلائق والتدبير، فبيّن فيه ما هو الكاتب والوزير والقاضي العادل والأمناء ...الخ (كما ذكرناه من قبل في الفصل الثاني). فيقول إنه كان ينوي أن يجعل فيه ما يوضحه تارة ويخفيه أين يكون من هذه النشأة مقام الإمام المهدي وأين يكون مقام ختم الأولياء وطابع الأصفياء، ولكنه خاف من نزعة العدوّ



[1] الفتوحات المكية: ج4ص505.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص502، وكذلك: ج4ص505.

[3] روح القدس: 81.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!