«والشمس وضحاها» ضوؤها.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاه (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياه (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) وَلا يَخافُ عُقْباه (15)
إذا نهيت النفس عن هواها *** كانت لها جناته مأواه
بها حباها اللّه إذ حباه ***وكان في فردوسه مثواه
أقسمت بالشمس التي أجراها *** قسما وبالبدر إذا تلاه
وليله المظلم إذ يغشاها *** وبالنهار حين ما جلاه
وحكمة اللّه التي أخفاها *** عن العيون حين ما أبداه
وبالسماوات ومن بناها *** وفوق أرض فرشه علّاه
لتبلغن اليوم منتهاها *** حتى نراها بلغت مناه
حين رأت ما قدمت يداه ***من كل خير منه قد أتاه
بأطعمة قد بلغت إناها *** ما كان أحلاها وما أشهاه
(92) سورة الليل مكيّة
------------
(15) الفتوحات ج 4 /
428
تفسير سورة والشمس وضحاها وهي مكية .
تقدم حديث جابر الذي في الصحيحين : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ : " هلا صليت ب ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( والشمس وضحاها ) ( والليل إذا يغشى ) ؟
قال مجاهد : ( والشمس وضحاها ) أي : وضوئها . وقال قتادة : ( وضحاها ) النهار كله .
قال ابن جرير : والصواب أن يقال : أقسم الله بالشمس ونهارها ; لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار .
قال مجاهد {وضحاها} أي ضوءها وإشراقها. وهو قسم ثان. وأضاف الضحى إلى الشمس، لأنه إنما يكون بارتفاع الشمس. وقال قتادة : بهاؤها. السدي : حرها. وروى الضحاك عن ابن عباس {وضحاها} قال : جعل فيها الضوء وجعلها حارة. وقال اليزيدي : هو انبساطها. وقيل : ما ظهر بها من كل مخلوق؛ فيكون القسم بها وبمخلوقات الأرض كلها. حكاه الماوردي و الضحا : مؤنثة. يقال : ارتفعت الضحا، وهي فوق الضحو. وقد تذكر. فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة. ومن ذكر ذهب إلى أنه اسم على فعل، نحو صرد ونغر. وهو ظرف غير متمكن مثل سحر. تقول : لقيته ضحا وضحا؛ إذا أردت به ضحا يومك لم تنونه. وقال الفراء : الضحا هو النهار؛ كقول قتادة. والمعروف عند العرب أن الضحا : النهار كله، فذلك لدوام نور الشمس، ومن قال : إنه نور الشمس أو حرها، فنور الشمس لا يكون إلا مع حر الشمس. وقد استدل من قال : إن الضحى حر الشمس بقوله تعالى {ولا تضحى}[
طه : 119] أي لا يؤذيك الحر. وقال المبرد : أصل الضحا من الضح، وهو نور الشمس، والألف مقلوبة من الحاء الثانية. تقول ضحوة وضحوات، وضحوات وضحا، فالواو من ضحوة مقلوبة عن الحاء الثانية، والألف في ضحا مقلوبة عن الواو. وقال أبو الهيثم : الضح : نقيض الظل، وهو نور الشمس على وجه الأرض، وأصله الضحا فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء، فقلبوها ألفا.
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
أقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة، على النفس المفلحة، وغيرها من النفوس الفاجرة، فقال:
{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أي: نورها، ونفعها الصادر منها.
مكية
( والشمس وضحاها ) قال مجاهد والكلبي : ضوءها ، والضحى : حين تطلع الشمس ، فيصفو ضوءها ، قال قتادة : هو النهار كله . وقال مقاتل : حرها ، كقوله في طه " ولا تضحى " ، يعني لا يؤذيك الحر .
(وَالشَّمْسِ) جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف (وَضُحاها) معطوف على الشمس.
Traslation and Transliteration:
Waalshshamsi waduhaha
By the sun and his brightness,
Andolsun güneşe ve ışığına.
Par le soleil et par sa clarté!
Bei der Sonne und ihrem Strahlen,
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الشمس (Ash-Shams - The Sun) |
ترتيبها |
91 |
عدد آياتها |
15 |
عدد كلماتها |
54 |
عدد حروفها |
249 |
معنى اسمها |
الشَّمْسُ: النَّجْمُ الْمُلْتَهِبُ الْمَعْرُوفُ، وَالمُرَادُ (بِالشَّمْسِ): الْقَسَمُ بِوَقْتِ طُلُوعِهَا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالشَّمْسِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الشَّمْسِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾ |
مقاصدها |
الدَّعْوَةُ إِلَى تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنْ خُسْرَانِهَا |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعْضِ آيَاتِها |
فضلها |
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (البَلدِ):لَمَّا ذُكِرَ فِي (الْبَلَدِ) خَلْقُ الْإِنْسَانِ عُمُومًا، نَاسَبَ الْقَسَمَ بِالنَّفْسِ البَشَرِيَّةِ فِي (الشَّمْسِ) |