The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

 

 


10- القصيدة العاشرة وهي بيتان من البحر البسيط

وقال رضي الله عنه:

1

قَالَتْ عَجِبْتُ لِصَبٍّ مِنْ مَحَاسِنِهِ

***

يَخْتَالُ مَا بَيْنَ أَزْهَارٍ بِبُسْتَانِ

2

فَقُلْتُ لَا تَعْجَبِي مِمَّا تَرَيْنَ فَقَدْ

***

أَبْصَـرْتِ نَفْسَكِ فِي مِرْآة إِنْسَانِ

شرح البيتين:

"قالت"، يعني الحضرة الإلهية: "عجبت لصبّ"، يعني المائل إليها بالمحبة، ووصفها بالتعجُّب من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ يَتَعَجَّبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ»، (أي: هوى أو ميل) وقوله: "مِن مَحَاسِنِه يَخْتَالُ مَا بَيْنَ أَزْهَارٍ بِبُسْتَانِ" يعني بـ"الأزهار": الخلق، و"البستان": المقام الجامع، وهي ذاتُه، ووَصْفُه بالخُيَلاء مناسبة لقولها: "عَجِبْتُ"، ومن باب قول عُتبة الغلام لَمَّا أخذ يختال ويتيه في مِشيته، فقيل له في ذلك، فقال: "وكيف ل أتيه وقد أصبح لي مولى، وأصبحت له عبدا". وإذا تحقق العبد بالحق تحقق «كُنْتُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ» [البخاري: 6502]، وتحقق أن يكون «كُلُّهُ نُوراً» [كنز العمال: 3616]، فجميع ما يُنسب إليه الحقُّ إذ انتسب إليه (العبدُ المتحقِّق بالحقّ) يستحقُّه ذلك المقام.

ثم أعاد القول هذا المحبُّ على الحضرة، فقال: "لا تعجبي مما ترين فإني لك كالمرآة"، وهذه أخلاقُك التي تخلَّقْتِ بها، فنفْسَك أبصَرْتِ لا أنا، ولكن في إنسانِيَّتي القابلة لهذا التجلِّي، فهي لها كالبستان؛ وهذا مقام "رؤية الحقِّ في الخلْق"، وعند بعضهم مقام "رؤية الحقِّ في الخلْق" أعلى مِن مقام رؤية "الخلْق في الحقّ"، وسرُّ هذين المقامين عجيب؛ فإنّ الناس في حال نعيمهم في الجنة وتصرُّفاتهم هم في مقام رؤية "الخلْق في الحقّ"، فلهم الاقتدار، وهم في الكثيب في رؤية "الخلْق في الحقّ"، وبتلك الصفة يرجعون إلى الجنة، والأمر على الحقيقة: رؤية "حقّ في حقّ"، لأنهم يشهدونه في الكثيب [كنز العمال: 21063، وانظر: القصيدة الثالثة: البيت الأول].



 

 

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!