الصفحة 66 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 66 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
يخرّ به رايا ويبقى رسومه | *** | ليعلم منه ما تهدّم واعتنى |
فيهلكهم في الوقت ربّ محمد | *** | وتأتي طيور القدس ينسلن في الهوا |
فتلقى عباد اللّه في بحر سخطه | *** | ويأتي سمناء ينزع النتن والدما |
فيمكث ميما في السنين ونصفها | *** | على خير حال في الغضاضة والرخا1 |
ويمشي إلى خير الأنام مجاورا | *** | لينكحه الأمّ الكريمة في العلى2 |
ومن بعده تنشق أرض بدخها | *** | ودابة بلوى لم تزل تسم الورى3 |
ومن بعد ذا صعق يكون ونفخة | *** | لبعث فحقّق ما يمرّ ويتقى |
فهذي أمور الكون لخصتها لمن | *** | يتقن أنّ الحادثات من القضا |
وليس مرادي شرح وقع كوائن | *** | ولكنّ قصدي شرح أسرارها العلى |
فينزل للأسرار يبدي عيونها | *** | إلى كلّ ذي فكر سليم وذي نهى4
| ومنها أيضا:
إذا خفق النجم السعيد بشرقه | *** | يقول لسان الحال منه بلا امترا |
تأمّل حجابا كان قد حال بيننا | *** | له مكنة تسمو على ظاهر السوا |
خزانة أسرار الإله وغيبه | *** | ومنبع أسرار تراءت لذي حجى5 |
ركضنا جياد العزم في سبسب التقى | *** | وقد سترتنا غيرة فحمة الدّجى6 |
وأبنا بما يرضي الصّديق فلو ترى | *** | ركائبنا للغب تنفخ في البرى7 |
علوت على نجب من السّمر ضمّر | *** | رقيت بها حتى ظهرت لمستوى |
وعاينت من علم الغيوب عجائبا | *** | تصان عن التذكار في رأي من وعى |
فمن صادحات فوق غصن أراكة | *** | يهجن بلابيل الشّجيّ إذا دعا8 |
ومن نيّرات سابلات ذؤابها | *** | أفيضوا علينا النور من قرصة المهى9
|
1) يشير إلى العيش الهنيء الذي يتمتع به الناس أيّام عيسى ابن مريم. 2) إشارة إلى موت عيسى. الأم: يعني الأرض. وموته يكون بعد نزوله عليه السلام.
3) الدابة: دابة الأرض وهي دابة عجيبة من العلامات الكبرى لقيام الساعة تظهر في آخر الزمان من بعد عيسى وتسم الناس بعلامات فتفرق بين الكافر والمؤمن.4) النّهى: العقل.
5) الحجى: العقل.6) سبسب: صحراء. الدجى: الظلمة.
7) الركائب: الإبل، والواحد: ركاب. وناقة ذات براية، أي ذات شحم. ألغبه السير: أتعبه.8) صادحات: منشدات. الأراكة: شجرة يتخذ منها السّواك. البلابيل: الوسواس.
9) المهى: هنا الشمس.
- الديوان الكبير - الصفحة 66 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان