الصفحة 339 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 339 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
فليس له من كلّ وجه مماثل | *** | وليس له في المحدثات عديل |
سوى من بدا بالكاف في قوله لنا | *** | بترجمة الشورى فليس يزول |
لقد جهدت نفسي بأنك عينه | *** | فتسرح في أرض الهوى وتجول |
يطالبني الأنت الذي عين الأنا | *** | وما لي سوى هذا عليه دليل |
تجول براهين النهى في مجالها | *** | وأوّل شخص جال فيه جليل1 |
علمت بأنّ الأمر بيني وبينه | *** | وإن الذي يدري به لقليل |
وإن كان لي وجه يكون هويتي | *** | به عينه جاء المحال يقول |
تثبت فليس الأمر فيه كما ترى | *** | فعما قليل ينقضي ويحول |
فقلت له مهلا عليّ فإنني | *** | علمت به والعارفون نزول2 |
عليه من الأكوان في كلّ جحفل | *** | له في مجرّات الشهود ذيول3
| وقال أيضا:
إليك أتيت يا مولاي قصدا | *** | على شدنيّة سبتا ووجدا4 |
وفيك تركت ما لا كنت فيه | *** | أصرّفه وأحبابا وولدا |
تميزت الأمور إذا ابينت | *** | لذي عينين برهانا وحدّا |
إذا ما البعد آل إلى اقتراب | *** | فبعد الحدّ ما ينفك بعدا5 |
نظمت قوافي الألفاظ لما | *** | أردت مديحكم عقدا فعقدا |
فقامت نشأة حسنا لعين | *** | وزهرا في الرياض شذا وملدا6
| وقال أيضا:
النقص في العبد ذاتيّ وإنّ له | *** | وقتا كمالا ولكن فيه بالغرض |
العبد لابدّ منه فهو يطلبه | *** | وإنه صاحب الآفات والمرض |
اعراضه بوجود النقص شاهدة | *** | وما نرى أحدا ينفك عن عرض |
وقد ينال الذي يهوى ويحرمه | *** | وقتا فيبصره يصبر على مضض |
1) النّهى: العقل. المجالي: هي مظاهر مفاتيح الغيوب التي انفتحت بها مغالق الأبواب المسدودة بين ظاهر الوجود وباطنه. 2) العارف: قيل هو من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه.
3) الشهود: أن يرى حظوظ نفسه. والجحفل: الجيش الجرار.4) الشدنية من الإبل: منسوبة إلى اليمن أو إلى فحل. السبت: الراحة. الوجد: خشوع الروح عند مطالعة سر الحق.
5) آل: صار إلى.6) الشذا: الرائحة العطرة. الملد: الناعم الليّن من الناس والغصون.
- الديوان الكبير - الصفحة 339 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان