موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 267 - قال في الطبيعة

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 267 - قال في الطبيعة


فإن تعدّى عليه جاره فله *** العفو والأخذ آثارا بآثار
إن شاء عاقبه أو يعف عن كرم *** والعفو شيمة من يصغي إلى القاري

وقال في الطبيعة:

بلغوا عني أم الأربعه *** أنني فيما تريد امعه
نظرت عيني إليها نظرة *** ملأت قلبي نورا وسعه
فإذا شتت أمري قدر *** جاء منها ما إليها جمعه
لم أسميها لأني خفت أن *** يطلق الجار عليها الأربعه
علموا أهل ودادي أنه *** فاز قلبي بالذي قد وسعه
باتباع المصطفى حصله *** وحبيب اللّه من قد تعبه
أصبحت فيهم بهم حاكمة *** وهم بين يديها وزعه
فبهم يحكم فيهم ولهم *** وعليهم حكم من قد شرعه
قال لي الحق وقد سرّحني *** من قيود الطبع لما منعه
مع من أنت عبيدي في الهوى *** قلت ربي أنا واللّه معه

وقال أيضا في السحاب وما يمنح:

عيون الزهر يبدو من خباها *** لناظر مقلتي الزهر الأنيق
إذا ما ساعدتها الشمس فيه *** تراه بعد نومته يفيق
أفاقت لأمر فيه سرّ *** فؤاد الطالبين له مشوق
يروم المجنون له حصولا *** إذا تزجى الزّعازع أو تسوق1
إذا النجم الرجيم رمى نهارا *** فذاك النجم ليس له حريق
فإن الشمس أقوى منه فعلا *** ودمع الزمهرير له طليق2
فيطفئه ويسلم منه ريح *** ويحكم أنه فيه غريق
وذاك الانقضاض لنا شهيد *** على ما قلته برّ صدوق
رأيت الريح تأخذ منه سغلا *** حذار منيّة ولها شهيق
وقال أيضا:

إن الوجود وجود ربك لا تقل *** فيما تراه من الوجود برمته
خلقا فذاك الخلق في أعيانها *** واقسمه فالعلم الصحيح بقسمته3


1) الزّعازع: الشدائد من الدهر.

2) الزّمهرير: شدة البرد، والقمر.

3) الأعيان الثابتة هي حقائق الممكنات في علم الحق تعالى. والعين إشارة إلى ذات الشيء.


- الديوان الكبير - الصفحة 267


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!