الصفحة 265 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 265 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
هو الوجود ولكن ما حكمت به | *** | فإنه عين أعيان بدت فيه1
| وقال أيضا:
عز المساعد إذ عز الذي قصدوا | *** | علما به وهو المشهود لو علموا |
هم الحيارى وعين العلم عندهم | *** | فنعم ما شهدوا وبئس ما حكموا |
العقل خوّفهم والشرع آمنهم | *** | إنّ النجاة لهم إن شرعهم لزموا2 |
هم الحيارى السكارى في معارفهم | *** | ومنا لهم خبر بأنهم قدموا |
عليه من غير علم قام عندهم | *** | به ولو علموا بعلمهم ندموا |
عجبت للجهل في علم أحققه | *** | لديهم وهم الجهلا كما زعموا | وقال أيضا:
ألا إنه الفرقان عين وجودي | *** | وإن كان قرآنا فذاك شهودي |
زبور وتوراة وإنجيل مهتد | *** | مسيح وقرآن صريح وجودي |
تعاليت أنت اللّه في كل صورة | *** | تجلّت بلا ستر لعين مريد3 |
وقد شهدت عندي بذاك مسامعي | *** | من ألفاظ معصوم بحبل وريد |
فما العالم المنعوت بالنقص كائن | *** | ولكنه نقص بغير مزيد |
فما نظرت عيني مليكا مسوّدا | *** | تجلى لمملوك بنعت مسود |
سواه ولكن فيه للقلب نظرة | *** | إذا هو حلاه بنعت عبيد |
فأخبرت عن قرب بما أنا شاهد | *** | وإن كنت فيما قلته ببعيد |
فبعدي به قرب إليه وقربنا | *** | هو البعد إذ كان الوجود شهيدي4 |
وما أنا معصوم ولست بعاصم | *** | إذا طلعت شمسي بنجم سعودي5 |
ولو كنت معصوما لما كنت عارفا | *** | وإني لعلاّم به وبجودي6 |
كما جاءنا نصّ الكتاب مخبرا | *** | بغفران ذنب المصطفى بقيود | يريد قوله7تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ
فأضاف الذنب
1) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء. 2) يريد أن اتباع الشرع هو طريق الفوز وليس اتباع الأهواء.
3) المريد: من انقطع إلى اللّه عن نظر واستبصار وتجرد عن إرادته. الستر: ما يسترك عما يغنيك.4) الوجود: يريد فقدان العبد بمحاق أوصاف البشرية ووجود الحق، لأنه لا بقاء للبشرية عند ظهور سلطان الحقيقة.
5) شمس: هي النور، وهي أصل بزعمهم لسائر المخلوقات العنصرية.6) العارف: من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه، والمعرفة حاله.
7) سورة الفتح، آية:2.
- الديوان الكبير - الصفحة 265 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان