موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 261 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 261 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


عجبت لهم جهلوا قدرهم *** ويسعى القويّ له والضعيف
فأصبح كالماء في قدره *** لديهم وفي الماء سرّ لطيف
يعني مهتضما وسرّه اللطيف قوله تعالى: وجَعَلْنا مِنَ اَلْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ1، وقوله تعالى: وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى اَلْماءِ2.

و قال أيضا:
لا إله إلا اللّه *** قول عارف أوّاه3
أظهرت شهادته *** حكم كلّ من ناداه
إن دعاه موجده *** فالذي دعا لباه
من وجودنا فلذا *** قلت إنني إيّاه
وقال: رأيت ليلة الجمعة سابع وعشري صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة في النوم، كأني واقف على قبر داثر وورقة في جدار، كان للقبر فيها مكتوب على لسان صاحب القبر، بكتابة إلهية بيتان من قصيدة كنت أحفظها لبعضهم.

و هما:
حاسبونا فدققوا *** قيّدونا فأوثقوا
نظروا في صنيعنا *** ثم منوا فأعتقوا
والناس وقوف على القبر يبكون بكاء فرح باللّه لما منّ به على صاحب ذلك القبر، فكنت أقول: لو قال هذا الشاعر مثل ما وقع لي الآن:

حاسبونا ما دقّقوا *** قيّدونا ما أوثقوا
نظروا في ذنوبنا *** ثم منّوا فأطلقوا
إن ظني وخاطري *** في إلهي محقق
إن من مات محسنا *** ليس بالنار يحرق
فاستيقظت فما فرحت بشيء فرحي بهذه المبشرة.

و قال أيضا:
الحمد للّه بأسمائه *** الظاهر الباطن عن خلقه4


1) سورة الأنبياء، آية:30.

2) سورة هود، آية:7.

3) العارف: قال ابن عربي: العارف من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه والمعرفة حاله.

4) الظاهر: الذي يدل عليه كل شيء. والباطن: لا تدركه الأبصار ولا الحواس.


- الديوان الكبير - الصفحة 261


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!