موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


فصل في وصية للشّارح

وصية يا أخي رحمك اللّه قد سافرت إلى أقصى البلاد وعاشرت أصناف العباد، فما رأت عيني ولا سمعت أذني أشر ولا أقبح ولا أبعد عن جناب اللّه من طائفة تدعي أنها من كمل الصوفية، وتنسب نفسها إلى الكمل وتظهر بصورتهم، ومع هذا لا تؤمن باللّه ورسوله ولا باليوم الآخر، ولا تتقيد بالتكاليف الشرعية، وتقرر أحوال الرسل وما جاؤوا به بوجه لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، فكيف من وصل إلى مراتب أهل الكشف والعيان. ورأينا منهم جماعة كثيرة من أكابرهم في بلاد أذربيجان وشروان وجيلان وخراسان لعن اللّه جميعهم. فاللّه اللّه يا أخي لا تسكن في قرية فيها واحد من هذه الطائفة لقوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [ الأنفال: الآية 25 ]

وإن لم يتيسر لك ذلك فاجهد أن لا تراهم ولا تجاورهم، فكيف أن تعاشرهم وتخالطهم، وإن لم تفعل فما نصحت نفسك واللّه الهادي. وصية يا أخي لا تجادل فقهاء الشريعة

وصية يا أخي لا تجادل فقهاء الشريعة رضوان اللّه عليهم على طريق أهل اللّه، فإنهم أهل حق وقفوا عند الظاهر لأن استعدادهم الغير المجعول أعطى ذلك، وإن جادلتهم فجادلهم بالتي هي أحسن: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [ النّحل: الآية 125 ] .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!