موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[ مطلب في بيان العقل الأول والملك النوني ]

وأين حظك في المعرفة والولاية وصورة خصوصيتك.

فإن لم تقف معه رفع لك عن العقل الأول، أستاذ كل شيء ومعلمه، فعاينت أثره، وعرفت خبره، وشاهدت انتكاسه وتلقيه وتفصيل مجمله من الملك النوني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( وأين حظك في المعرفة ) باللّه تعالى وصفاته وأفعاله ( وما حظك من الولاية وصورة خصوصيتك ) في الحضرة الإلهية.

مطلب في بيان العقل الأول والملك النوني ( فإن لم تقف معه ) أي مع سرير الرحمانية ( رفع لك عن العقل الأول ) وهو المعلم الأول والموجود الأول من عالم التدوين والتسطير، وهو مدبر كل شيء بإذن اللّه تعالى، وفياض كل شيء بأمر اللّه تعالى، وهو ( أستاذ كل شيء ) أعني النفس لأنه هو الذي يلقي إليها ما أخذه عن اللّه تعالى من حيث إنها نفس، ويسطر فيها من حيث إنها لوح، وهو قلم فهو أستاذه ( ومعلمه فعاينت أثره ) في حقائق العالم ( وعرفت ) حقيقة حاله و ( خبره ) وقد أشرنا إلى شيء من ذلك، ومن أحوال تقيد سلسلة الأسباب في كتاب مراتب الحضرات والإنسان الكامل والسبحات لنا فلينظر هناك.

( وشاهدت انتكاسه ) من حيث هو قلم لأجل الكتابة في اللوح، لأن القلم إذا كتبت به ظهر فيه الانتكاس ( و ) كيفية ( تلقيه ) العلم المجمل ( وتفصيل مجمله ) في اللوح ( من الملك النوني ) هذا الجار والمجرور متعلق بقوله وتلقيه.

اعلم أن الشيخ رضي اللّه تعالى عنه ذكر في كتابه المسمى «بعقلة المستوفر» أن العقل لا واسطة بينه وبين الباري سبحانه،

وأن ما يقال: إن بينه وبينه ملكا يسمى النوني يحوي على العلوم الإجمالية فهو مثل الدواة، والعقل مثل القلم، والنفس مثل اللوح، ليس بصحيح،

بل العقل من حيث إجمال العلوم في ذاته هو النون، ومن حيث إنه يفصل ذلك في اللوح هو القلم، هذا محصل ما ذكره في «عقلة المستوفر»

وقال رضي اللّه تعالى عنه في الفتوحات المكية: اعلم أن اللّه تعالى لما تسمى بالملك رتب العالم ترتيب المملكة، فجعل له خواص من عباده، ومنهم الملائكة المهيمة جلساؤه تعالى بالذكر لا يستكبرون عن عبادة ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ثم اتخذ حاجبا من الملائكة الكروبيين واحدا أعطاه علمه في خلقه، وهو علم مفصل في إجمال، فعلمه سبحانه كان فيه مجلى له، يسمى ذلك الملك نونا، فلا يزال معتكفا

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!