The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


مطلب السماء السابعة عند إبراهيم عليه السلام

وارتقيت بهمتك إلى السماء السابعة فإنك ستنزل على إبراهيم عليه السلام، ويقف زحل في خدمتك لأنه خادم لإبراهيم وأنت نزيله، ويكون رقيك إلى هذه السماء على رفرف وترى الخليل عليه السلام قد أسند ظهره إلى البيت المعمور، فتجلس بين يديه جلوس الابن بين يدي الوالد، فيقول لك نعم الولد البار وستسأله عن الثلاثة الأنوار، فيقول: هي حجتي على قومي آتانيها اللّه تعالى عناية منه بي، ولم أقلها إشراكا ولكن جعلتها حبالة لصد ما شرد من عقول قومي. ثم يقول لك أيها التابع ميز المراتب واعرف المذاهب وكن على بينة من ربك في أمرك ولا تهمل حديثك ؛ فإنك غير مهمل ولا متروك سدا، اجعل قلبك مثل هذا البيت المعمور بحضورك مع الحق في كل حال. واعلم أنه ما وسع الحق شيء مما رأيت سوى قلب المؤمن وهو أنت، وتدرك ما تعطيه الروحانيات العلى وما يسبحون به الملا الأعلى بما عندك من الطهارة، وتخليص النفس من أثر الطبيعة، ويرتقم في ذات نفسك كل ما في العالم وما ليس فيه من حقائق الوجه الخاص الذي للّه في كل ممكن محدث، ومن هذه السماء يكون الاستدراج الذي لا يعلم والمكر الخفي الذي لا يشعر به والكيد المتين وهو الحجاب والثبات في الأمور والتأني فيها.

ومن هنا تعرف معنى قوله: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [ غافر: الآية 57 ] لأن لهما في الناس درجة الأبوة فلا يلحقانهما أبدا.

قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ [ لقمان: الآية 14 ]

ومن هذه السماء تعلم أن كل ما سوى الأنس والجان سعيد لا دخول له في الشقاء الأخروي. وأن الأنس والجان منهم شقي وسعيد، فالشقي يجزى إلى أجل والسعيد إلى غير أجل، ومن هنا تعرف تفضيل خلق الإنسان وتوجه اليدين على خلق آدم عليه السلام دون غيره من المخلوقات، وتعلم

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنه ما ثم جنس من المخلوقات إلا وله طريقة واحدة في الخلق لم تتنوع عليه صنوف الخلق إلا الإنسان، فإنه تنوع عليه الخلق فخلق آدم عليه السلام يخالف خلق حوا وخلق حوا يخالف خلق عيسى عليه السلام وخلق عيسى عليه السلام يخالف خلق النبيين وكلهم أنس، ومن هنا زين للإنسان سوء عمله فرآه حسنا، ومن هنا تثبت أعيان الصور في الجوهر الذي تحت هذا الفلك إلى الأرض خاصة، وتعرف أن ملة إبراهيم عليه السلام سمحاء ما فيها من حرج، ويقول لك إبراهيم عليه السلام لا تصاحب إلا من هو أخوك من الرضاعة، فإن كان أخوك من الماء لا من الرضاعة فلا تصاحبه، كما أني أبوك من الرضاعة فإن الحضرة السعيدة لا تقبل إلا أخوان الرضاعة وآباءها وأمهاتها فإنها النافعة عند اللّه تعالى، ألا ترى العلم يظهر في صورة اللبن في عالم الخيال هذا لأجل الرضاع، ثم يؤمر بك فتدخل البيت المعمور ثم تخرج من الباب الذي دخلت منه لا من باب الملائكة وهو الباب الثاني لخاصية فيه، وهو أنه من خرج منه لا يرجع إليه هكذا قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه.


 

 

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!