اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[قيامة الدنيا وجنتها ونارها]
فإنه معلوم أن القيامة ما هي الآن موجودة فإذا رؤيت في الحياة الدنيا فما هي إلا قيامة الدنيا وجنة الدنيا ونار الدنيا وأن الجنة والنار جاءتا خادمتين للدنيا
إذ قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بل رؤي في صلاة الكسوف يتقدم في قبلته ثم تأخر تأخرا كثيرا ومد يده حين تقدم فسئل عن ذلك أني رأيت النار حين رأيتمونى تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها ورأيت الجنة حين تقدمت وحين مددت يدي لأقطف منها قطفا ولو خرجت به إليكم لأكلتم منه ما بقيت وذكر أنه رأى في النار صاحبة الهرة وعمرو بن لحي الذي سيب السوائب
وذلك كله في حال الصلاة في يقظته وما قال رأيت الآخرة ولا جنة الآخرة ولا نارها بل قال في عرض هذا الحائط والحائط من الدار الدنيا ولذا
قال عليه السلام مثلت لي الجنة في عرض الحائط
ولم يقل هي وقال رأيت الجنة ولم يصفها وذكر التمثيل وتمثل الشيء ما هو عين الشيء بل هو شبهه وقال مثلت لي كما قال في جبريل عليه السلام فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا أ ترى كان