اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[اختياره محمد ص]
وأما اختياره محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فلما اقتضاه مزاجه دون الأمزجة الإنسانية من الكمال والاعتدال إذ به شاهد نبوته وآدم بين الماء والطين وهو متفرق الأجزاء في المولدات العنصرية وهي مسألة دقيقة لا يعرفها إلا من عرف أخذ الذرية من ظهر آدم حين أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ف قالُوا بَلى وهي الفطرة التي ولد الناس عليها وإليها ينتهون وفي هذا الجمع
قال الأرواح أجناد مجندة
ولما جمعهم جمعهم في حضرة التمثيل فما كان وجها لوجه هناك تعارفوا هنا وما وقع ظهر الظهر هناك تناكر هنا وما بينهما من وجه إلى ظهر وجانب وغير ذلك وفي هذا أقول
إن القلوب لأجناد مجندة *** في حضرة الجمع تبدو ثم تنصرف
فما تعارف منها فهو مؤتلف *** وما تناكر منها فهو مختلف
وإن كل أحد يقر بهذه الشهادة في الآخرة ولا ينكر ولا يدعي لنفسه ربوبية يقول تعالى إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا من الَّذِينَ اتَّبَعُوا