اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[كرة الأثير وأشعة الشمس وموضع الجنة والنار]
ولما كانت كرة الأثير واسعة الشمس تؤثر في مولدات الفواكه والمعادن بحرارتها نضجا لما في ذلك من المنفعة لنا كانت رحمة مع كونها نارا كذلك من عرف نشأة الآخرة وموضع الجنة والنار وما في فواكه الجنة من النضج الذي يقع به الالتذاذ لأكله من أهل الجنان علم أين النار وأين الجنة وإن نضج فواكه الجنة سببها حرارة النار الذي تحت مقعر أرض الجنة فتحدث النار حرارة في مقعر أرضها فيكون صلاح ما في الجنة من المأكولات وما لا يصلح إلا بالحرارة من حرارة النار وهو لها كحرارة النار تحت القدر فإن مقعر أرض الجنة هو سقف النار وقد بينا ذلك في التنزلات الموصلية والشمس والقمر والنجوم كلها في النار وعن أحكامها بما أودع الله فيها كانت منافع الحيوانات بها فتفعل بالأشياء هنالك علوا كما كانت تفعل هنا سفلا وكما هو الأمر هنا كذلك ينتقل إلى هنالك بالمعنى وإن اختلفت الصور أ لا ترى أرض الجنة مسكا وهو حار بالطبع لما فيه