اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[بروج الفلك ومنازله وسباخة كواكبه أدلة على حكم ما يجريه الله في عالمى الطبيعة والعناصر]
وهنا نكت لمن له قلب وفطنة لقوله تعالى وأَوْحى في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وقوله إنه أودع اللوح المحفوظ جميع ما يجريه في خلقه إلى يوم القيامة ومما أوحى الله في سماواته وأودعه في لوحه بعثة الرسل فتؤخذ من اللوح كشفا واطلاعا وتؤخذ من السماء نظرا واختبارا وعلمهم ببعثة الرسل علمهم بما يجيئون به من القربات إلى الله وبأزمانهم وأمكنتهم وحلاهم وما يكون من الناس بعد الموت وما يكون منهم في البعث والحشر ومآلهم إلى السعادة والشقاء من جنة ونار وأن الله جعل بروج الفلك ومنازله وسباحة كواكبه أدلة على حكم ما يجريه الله في العالم الطبيعي والعنصري من حر وبرد ويبس ورطوبة في حار وبارد ورطب ويابس فمنها ما يقتضي وجود الأجسام في حركات معلومة ومنها ما يقتضي وجود الأرواح ومنها ما يقتضي بقاء مدة السموات وهو العلم الذي أشار إليه أبو طالب المكي من أن الفلك يدور بأنفاس العالم ومع رؤيتهم لذلك كله هم فيه متفاضلون بعضهم على بعض فمنهم الكامل المحقق المدقق ومنهم من ينزل عن درجته بالتفاضل في النزول وقد رأينا جماعة من أصحاب خط الرمل والعلماء بتقادير حركات الأفلاك وتسيير كواكبها والاقترانات ومقاديرها ومنازل اقتراناتها وما