اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة حال قطب كان منزله (كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا)
غشاه الله به فنضجه سبب في عذاب النفس المكلفة والجلد متنعم في ذلك العذاب المحسوس قال بعض المحبين
فهل سمعتم بصب *** سليم طرف سقيم
منعم بعذاب *** معذب بنعيم
هذا الهجير هو هجير الخائفين من مكر الله يزجرون به نفوسهم الأمارة بالسوء عسى تنزجر ويأبى الخرق إلا اتساعا وسبب ذلك ما ذكر الله عن نفسه من اختيار مشيئته بين المغفرة والعذاب فهو غير قاطع بأحد الأمرين ثم إنه يرى الأسماء الإلهية تتقابل في حقه ثم يرى أسماء الفضل تترجح عددا وقوة على أسماء العدل والانتقام ويرى أن التقابل بين هذه الأسماء إنما يقع بميدان الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فجرأهم ذلك على ما ارتكبوه من المخالفات وتعدوه من الحدود وانتهكوه من المحارم فلو قطعوا بالمؤاخذة على ما صدر منهم إن ماتوا عن غير توبة كما ذهبت إليه طائفة ما فعلوا ما لا يرضى سيدهم ثم رأوا أنهم في عذاب الحياة الدنيا لا يصبرون تحت حكمه وينفرون منه طبعا ولا يقبلونه إلا جبرا فيجعله الخائف لنفسه موعظة وذكرى فإن كان قوي الايمان غير متبحر في التأويل خائضا في بح