اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[الإنفاق إهلاك ولا يهلك إلا المحدث]
واعلم أنه لا يقبل الإنفاق إلا المحدث فإن الإنفاق إهلاك ولا يهلك إلا المحدث وكُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فمن أهلك شيئا فقد فقده وإذا فقده لم يجده وإذا لم يجده وجد الله عنده فهو يخلفه فكما عاد إلى الضمير على الشيء من يخلفه ولا يخلف إلا مثله لا عينه فليس هو هو وإذا لم يكن هو هو ولا بد من الخلف فيخلفه الله وجوده وهو قوله ووَجَدَ الله عِنْدَهُ فحيث تفني الأسباب هناك يوجد الله وإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ في الْبَحْرِ ضَلَّ من تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ومعنى ضل منكم وتلف فلم تجدوه وما وجدتم عند فقده إلا الله
يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه ربه في سفره أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
فما جعله خليفة في أهله إلا عند فقدهم إياه فينوب الله عن كل شيء أي يقوم فيهم مقام ذلك الشيء بهويته ولهذا قال فَهُوَ يُخْلِفُهُ فأي سبب يكون للمنفق بعد الإنفاق يسد مسد ما أنفقه من أمر ظاهر أو باطن حتى اليقين أو الاستغناء عن الأمر الذي كان يصل إليه بذلك الذي أنفقه في عين تحصيله لذلك الشيء فهو مجعول من هوية الحق أو هوية الحق والهو عند الطائفة أتم الأذكار وأرفعها وأ