موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية

[من كان جزاؤه جهنم فهو في غاية البعد عن السعادة]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 136 من الجزء الرابع

قال الله عز وجل إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ فحقق وانظر تعثر والله الموفق فحصلوا في نقيض دعواهم فإن الطاغي المرتفع طغى الماء إذا ارتفع يقول الله تعالى إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ في الْجارِيَةِ فمن قال إني إله فقد جعل نفسه في غاية القرب فأخبر الله أن جزاء هذا القائل يكون غاية البعد عن سعادته إذ كان جزاؤه جهنم فينزل إلى قعرها من طغى إلى الألوهة التي لها الاستواء على العرش بالاسم الرحمن واعلم أنه ما في علمي إن أحدا يقع منه هذا القول وهو يجوع ويمرض ويغوط وأمثال هذا إلا فرعون لما فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ قال يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلهٍ غَيْرِي ثم جعل ذلك ظنا بعد شك أو إثباتا في قوله فَأَطَّلِعَ إِلى‏ إِلهِ مُوسى‏ وإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وأما القائلون بأن الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فما هم في حكم هذا الذكر لأمرين الأمر الواحد إنهم فرقوا بين الناسوت واللاهوت والقائل بهذا الذكر لا يفرق والأمر الثاني إنما يدل هذا الذكر على من قال عن نفسه ذلك لا من قيل عنه والذي ينتج هذا الذكر لصاحبه أحد أمرين


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!