اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[عصيان الرسول عصيان الله]
قال الله تعالى من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله لأنه لا ينطق إلا عن الله بل لا ينطق إلا بالله بل لا ينطق إلا لله منه فإنه صورته وما ورد ومن يعص الرسول فقد عصى الله كما أنزله في الطاعة لأن طاعة المخلوق لله ذاتية وعصيانه بالواسطة فلو أنزل هنا الرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن إلها وهو إله فلا يعصى الا بحجاب وليس الحجاب سوى عين الرسول ونحن اليوم أبعد في المعصية للرسول من أصحابه إلى من دونهم إلينا فنحن ما عصينا إلا أولي أمرنا في وقتنا وهم العلماء منا بما أمر الله به ونهى عنه فنحن أقل مؤاخذة وأعظم أجرا لأن للواحد منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل الصحابة
يقول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم
فاجعل بالك لكونه لم يقل منكم ثم قال تعالى أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فذكر الله تعالى وذكر الرسول وذكرنا أعني أولي الأمر منا وهم الذين قدمهم الله علينا وجعل زمامنا بأيديهم ولم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقدم في السرايا وغيرها إلا من هو أعلمهم وما كان أعلمهم إلا من كان أكثرهم قرآنا فكان يقدمه على الجيش